18 ديسمبر، 2024 7:51 م

وجد الإنسان لإعمار الأرض وتحويلها إلى جنة , وما هو للدمار والخراب بإسم أي دين.
والأديان في جوهرها لتعمير النفوس والعقول والقلوب والأرواح , ولتأمين أسباب السعادة الإنسانية فوق التراب.
ولا يوجد دين لا يدعو للمحبة والألفة البشرية في جوهر مبادئه وأسسه ومنطلقاته , فالأديان تدّعي أنها ينابيع خير وفضيلة وبناء صالح للخلق أجمعين.
وهذه حقائق مسطورة ولا يُعمل بها وإنما بما يُعارضها , فتحول البشر إلى كتلة عدوانية ضد ما حوله , وغرق في أنانيته ونزقه الفتاك , وإمتطى الدين لتأمين رغباته الشيطانية.
ووجد في الدين أغراضه وما يساهم في تعزيز سلوكه المنحرف , فراح يستخرج ما يريد لتطوير سلوكه العدواني على الموجودات.
ولهذا تجد في كل دين جماعات تسعى بإسمه لقتل أهل الدين بالدين , ولتخريب أرض الدين بالدين , وبالدين أيا كان , تم قتل الملايين تلو الملايين.
والعجيب أن المنتمي لأي دين أشد عدوانا على إبن دينه من أي عدو خارج الدين.
وعندما نأتي إلى العمران نجد بعض الطروحات العدوانية , وفحواها أن العمران إلهاء بالدنيا وإبتعاد عن الدين , ويهتم بالمظاهر الزائفة لدغدغة العواطف وتأجيج المشاعر , وحشد الأهواء بالأضاليل ومنطلقات البهتان.
ولا بد من القول أن العمران دين , وبدون العمران لا قيمة لأي دين , فالدمار والخراب لا يمت بصلة لدين الرحمة والإنسانية القويم.
الدين سلوك , وأروع ما يعبر عنه هو العمران بأنواعه , فعمّروا عقولكم ونفوسكم وقلوبكم وأرواحكم ومدنكم وبلدانكم , لتكونوا أصحاب دين.
إن الدمار والضلال والإمتهان , وسواس أهواء ورغبات , وتعبير عن إرادات شيطان مكين.
فاستفيقوا من هلاوس الخراب وهذياناته , فنكد الدنيا مقدمة لنكد الآخرة لو كنتم تعقلون!!