بعيدا عما يجري بين بعض دول المنطقة… وفيما يخص الشان الداخلي العراقي وفي ملاحظات خاطفة على تصريحات عمار الحكيم عن استغرابة من انتشار ظاهرة الالحاد في المجتمع العراقي ليس هناك من رد اقوى من ان يقال لعمار الحكيم ان الالحاد حاله حال اي ظاهرة اجتماعية تحتاج الى مقدمات واسباب حتى تنتشر في اي مجتمع وان استفحالها مرهون بتوفر هذه المقدمات ولعل البحث فيما حدث للمجتمع من تغييرات بعد عام 2003 كفيل بالاجابة عن ماهية هذه التغييرات التي اثرت سلبا على قناعات وعقائد الناس .. فقبل 2003 كانت الناس تنظر لرجل الدين نظرة تقديس واحترام وتقدير ربما لان رجل الدين السابق كان يعيش في زاوية واحده من زوايا الوجود الاجتماعي وهي الدين والتبليغ وسلاحه الزهد والورع وبشكل خجول مضغوطا بملاحقة ومراقبة السلطات البعثية له ولكن ما بعد 2003 شهدت تغييرات كبيرة على مستوى الوجود الاسلامي في العراق لعل اهما تدخل رجل الدين في السياسه ولم يكن في الغالب هو رجل الدين نفسه الذي عاش محنة ما قبل 2003 بل كان رجل دين مستورد ربما تقمص بزي رجل الدين لتحقيق ما عجز عن تحقيقه بزي اخر لذا كان رجل الدين الدين الجديد متعطشا للجاه والسلطة واستعمل ادوات التدين الشيعي بحكم كون الشيعة هم الاغلبية استعمل ادواته في استغفال الناس الذين كان حتى قبل 3 سنوات يجلونه ويقدسونه لكن انفلات هذا الرجل المتأسلم عن قيود التدين الحقيقيه دفعته للانخراط في الحياة بزي رجل الدين واخلاق السياسيين المبنية على المصالح والتي كثيرا ما تتطلب تحقيق مصالحه التغاضي عن الحلال والحرام والاخلاق القويمة التي كنا نسمع بها عن ائمة اهل البيت لذا كان رجل الدين السياسي مثال سيء وعكس صورة بشعة لما يمكن ان يكون عليه الرجال الصالح مما ولد فكرة مفادها ان التدين هو ثوب يقصد منه تحقيق المصالح الشخصية لان رجل الدين وهو ما ينظر له الناس باعتباره رجل قدوة واسوة ويمثل الجانب العقائدي والاخروي في حياتهم هذا الرجل انخرط في السياسة والادارة والمعاملات الربوية وبدأ بجمع اموال طائلة وبدا بالتمتع بها ولو بطرق محرمه بعيدا عن اعين الناس الموجود في كل مكان ترصده مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مما ولد فكرة ان لا يوجد رجل دين وبالتالي لا يوجد دين وانما هو خدعة استعملها المعممون لضمان استمرار خضوع العامة له ومنه شاهدنا عمار الحكيم يمتلك القصور والفلل في عموم البلاد والاستثمارات في اغلب دول العالم ونشاهد اولاده يعيشون حياة البذخ في اوربا في حين يموت ابناء العامة تحت نيران داعش وكذا بقية المعممين الاخرين فمثلا مقتدى الصدر ينتقد الفخامة التي يعيشها السياسييون في حين انه نفسه يحيط نفسه بما يزيد عن 30 سيارة مصفحة فاي تمسك بالدنيا اكبر من هذا فهم انما يسرقون البلد ليتنعموا بما سرقوه في اوربا ودول اخرى فكيف تريد اقناع الناس ان هؤلاء هم رجال دين يرشدونك للاخرة وهم ابعد ما يكونوا عن الورع والزهد اللذان كانا على مر العصور دليل رجل الدين ان هذه السياسة ولدت شعورا مغايرا لدى العامة كان من نتيجة التملص من كل ما يربطهم بالدين الذي راوه في عمامة هؤلاء المعممين ويؤسفني القول ان كل المعممين المنخرطين في العملية السياسية كانوا نماذج ساهمت بما تورطوا فيه من فضائح وفساد وبذخ وفجور في ردة الفعل العكسية وانتشار ظاهرة الردة ان صح التعبير لذا ان اعادة الثقة تقتضي ظهور رجال دين حقيقيين على مستوى السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر وليس ما يدعى باطلاع رجل الدين الحالي .