15 نوفمبر، 2024 4:30 م
Search
Close this search box.

العمامة الإصلاحية

العمامة الإصلاحية

محرم الحرام على الأبواب، القلوب والعقول ستتجه بلا توقف إلى امير الإصلاح والتغيير الأمام الحسين عليه السلام وهو أول من اورد المصطلح (الإصلاح) لساناً ونفذه فعلاً لم تكن الغاية القصدية للامام الحسين انتزاع كرسي الحكم من يزيد فذهب إلى العراق ليحدث انقلابا فهذه النظرية التي يروج لها مبغضو الحسين وكارهوه عرجاء بل على العكس تماماً كانت الغاية أن يعطي صعقة إصلاحية لمجتمع ساد فيه الفساد بكل انواعه ومسمياته.
ليس من الصحيح أن ينشغل محبو الحسين عليه السلام وعشاقه بذكر حادثة الطف آليمة من دون أن يرافق ذلك ثورة إصلاحية في العمق المجتمعي.
تقول مراكز الابحاث أن العراقيين يتصدرون نسب التدين مقارنة بالعالم لكن ذلك لايكفي على الاطلاق فالمجتمع بحاجة إلى ثورة إصلاحية تقابل مستوى الانحدار في الاخلاق وصياغة المصطلحات الدينية والمفاهيم الاسلامية حسب الرغبات والمصالح الخاصة.
الحقيقة المنطقية تقول إنه لافائدة ابدا من إصلاح الدولة بكل تشكيلاتها ومؤسساتها من دون أن يرافق ذلك إصلاحا مجتمعيا ودينياً، وأقصد بالإصلاح الديني أن يفهم عامة الناس مفاهيم الدين الحقيقية وليس الدين المزيف الذي خلقته الروايات والاكاذيب والحكام ، فانا ممن يؤمن أن دينا جديداً مظهريا بات ينمو بسرعة خطيرة أمام الدين الحقيقي يعتمد على المظهر والشكل من دون المتن الداخلي، دين يفضل السارق الذي يحج إلى بيت الله الحرام على الذي لم تتلطخ يده بالمال العام لان الاخير لم يحج إلى بيت الله ،دين يسمح للتطرف أن ينتشر ويقول عن المجرمين الذين ينتحرون في جموع الناس شهداء ويسمح للسارق أن يسرق من الدولة أو من عامة الناس مقابل أن يصرف جزءا ً من سرقاته على بعض المشاريع الخيرية!.
وظيفة رجال الدين الذين يؤمنون فعلاً أن الحسين خرج لطلب الإصلاح أن يثقفوا الناس نحو الإصلاح الذي لا مناص عنه فمن المهم أن يسهم استذكار حادثة الطف التي كانت صراعاً بين الحق(متمثلاً بالامام الحسين واهله واصحابه) وبين الباطل(متمثلاً بيزيد وجيوشه وقادته ومن رضا عنهم إلى يومنا هذا) في تنمية الفكر الإصلاحي الذي يوضح للناس أن المسلم الحقيقي وهو من سلم المسلمون من يده ولسانه ويوضح أن لا تأويل لسارق ولا جنة لارهابي ولاعشاء مع الرسول لعفن فجر نفسه بوسط الابرياء وأن المسلم هو من يتعايش مع آلاخرين المختلفين معه مذهبا وديناً ويعزز المواطنه ويمارس طقوسه بحرية ويسمح للاخرين أن يمارسوا طقوسهم بلا احزمة ناسفة ولا سيارات مفخخة.

محرم يخلق جيلاً حسينيا يكسر القيود الطائفية ويؤمنون بالفكر المتحرك لا الثابت ويقرأون كثيرا ولايستلمون لما يسمعونه يلاحقون المعلومات بعلم ودليل ويؤمنون أن الحسيني الحقيقي هو الذي يشارك في بناء المجتمع لا ذلك الكسول الذي ينتظر العطل.
الإصلاح مشروع أنساني تبناه الأمام الحسين، فليس من الانصاف أن يقول الشيعة أن الحسين حسينهم ولا السنة كذلك ولا يحق للمسلمين عموماً قول ذلك، بل أن كل مصلح في هذا العالم من حقه أن يقول أنه ينتمي إلى الحسين….المصلحون حسينون..المصلحون هم من سيغيرون العالم إلى الافضل هذه الحقيقة لاتحقق على الارض الا بوجود عمامة إصلاحية في المجتمع يعلو صوتها وينشط!.

أحدث المقالات

أحدث المقالات