18 ديسمبر، 2024 6:57 م

العمالة سلوك وطني!!

العمالة سلوك وطني!!

العميل: مَن يعمل لصالح دولة أجنبية ويعادي وطنه لتحقيق مصالح الآخرين فيه.
والمجتمعات البشرية تحتقر العملاء وتذلهم وتهينهم وتقضي عليهم , لأنهم من أخطر العوامل التي تدمر الوطن , وتصادر مصير أبنائه لأجل عيون القِوى التي ينفذون أجنداتها.
وفي بعض المجتمعات المنكوبة بالعمائم والتجارة الدينية المربحة , التي ترفع شعارات الدجل والتضليل , وتجيد مهارات العزف على أوتار العواطف والإنفعالات , صارت العمالة مشرعَنة ومعززة بفتاوى وتبريرات , بل البعض جعلها من الطقوس التي تستوجب التبعية والخنوع والهوان , على أنها تُقرّب إلى الرب الذي يعبدون , والمنهج الذي يتخذون.
عملاء يتسلطون على رقاب الناس , ويحكمون بمؤازرة القِوى , التي يعملون لتأمين مصالحها.
وحواشيهم والمغررون بهم يتكاثرون وينتفعون , ويعيثون فسادا وظلما وجبروتا , ويحسبونه السلوك السليم المنوّر برؤى وتصورات شياطين معممة ترفع رايات دين.
فهم المرفهون الغانمون السالمون , الذين يغرفون من فضل ربهم عليهم , وأبناء الشعب يتضورون ويُحرمون من أبسط الحقوق الإنسانية بإسم الدين , ولا تعنيهم معاناة الناس من حولهم , مادامت مناطقهم آمنة وغنائمهم نعيم وثراء , ودع الناس تغرق بالجوع والفقر والدماء , فهذا هو صراط الحكم والرجاء.
فلماذا تستعملون مفردة عميل على غير ما تدل عليه , فالعملاء يتفاخرون بعمالتهم , ويتبجحون بما يأخذون بموجبها , فهي العمل الوطني والإخلاص والتفاني والتعبير الأصوب عن أسمى المعاني!!
نعم إن العمالة أكبر قيمة من الوطنية , تلك المفردة البالية التي لا تُطعم من جوع ولا تمنعُ من خوف!!
فالحياة للعملاء والموت للأصلاء!!
هذا ما يجري في واقع مجتمعات منكوبة بالكراسي المعفرة بالمآثم والخطايا بإسم الدين الذي لا تعرفه ولا يعرفها , وهي في المظالم والمفاسد غارقة للعيون!!
عاشت العمالة في زمن الخنوع والحكم بالوكالة!!