والله ابتلينه ويَّه إخوتنا. أقصد (أنفسنا) كما يسميهم البعض من (جماعة ربعنا) من عساها بركَبة المقبولية وأخواتها: الشفافية، والشراكة، والمهمشين، وبقية الجوق الكاريكاتيري البراق، من المصطلحات والمسميات والكلاوات التي يتفلسف بها (سادتنا وقادتنا)، كلما أرادوا أطلاق كلاو جديد في سماء العملية السياسية، أو أرادوا عضة جديدة من لحم أكتاف هذه العملية المسكينة!!
أما لماذا (إبتلينه بيهم بلوة، وهم إخوتنا، وأنفسنا)؟
فالجواب: لأن إخوتنا في الوطن والدين، واللغة، والتاريخ، والمصير المشترك، يتنافسون تنافساً محموماً على الإساءة لإخوتهم (يعني النه)، كما يتدافعون بالمناكب على منابر الخطابة وخلف المايكروفونات وأمام الكاميرات من أجل أن يحظى كل واحد فيهم بشتيمة ثقيلة يقذفها في وجوههنا.. ولعل المصيبة الأعظم أن البعض من إخواننا في الوطن والدين واللغة والتاريخ، والمصير المشترك جداً، لا يكتفي بالإفتراء علينا، ولايتوقف عند حدود التطاول على كرامة بعض شخصياتنا السياسية، او الدينية، أو الإجتماعية.. ولا يتهجم على أنساب، وأعراض بعض أهلنا، او على بعض عقيدتنا فقط إنما راح يتعرض لكل رموزنا (شلع وقلع)، ولكل مفردات عقيدتنا وأرثنا الوطني والثقافي والتأريخي والحضاري، حتى وصل الأمرعند بعض (إخوتنا) الى أن يسقط عنا عراقيتنا الجميلة التي نفخر بها، عراقيتنا التي أقمنا لهم في جنوبها أعظم الحضارات، وهل هناك حضارة اعظم من حضارتنا السومرية؟
لقد فعلها صدام يوم كتب قبل ربع قرن تقريباً إفتتاحية في جريدة حزبه الساقط يقول فيها: إن الجنوبيين (المعدان) أقوام جاءوا مع الجاموس من الهند!! واليوم يكرر النائب طه (إلهيبي) كلام عمه صدام فيطعن بأصلنا أمام ملايين الناس الجنوبيين، دون أدنى إحترام لمشاعر الإخوة (عشتو)، ولا أدنى تقدير لمشتركات الوطن والدين واللغة والتاريخ والمصير المشترك التي سلقوا فيها أجداد اجدادنا قراءة، وحفظاً، وأسئلة، وإمتحانات، في كتب التاريخ والجغرافية والتربية الوطنية، منذ عهد سيئ الصيت ساطع الحصيري الى عهد سيئ الصيت والسمعة حارث الضاري!!
لقد صرخ طه (إلهيبي) أمس الأول بكل حقد هند آكلة الأكباد، وبكل بغض خير الله طلفاح، وكراهية شاكر وهيب في وجه النائبة البطلة حنان الفتلاوي قائلاً لها بدون حياء: أصل أهل العمارة هندي!!
لا يا هندي يا إبن الهندي.. ولك إذا إحنه هنود، لعد ياهو العلمكم القراية والكتابة هَي (أولاد الطراطير)؟!!
هاك إقرأ ما كتب عن أهل العمارة (السومريين) الجنوبيين المعدان والهنود:
(يؤكد الاثاريون والباحثون على انجازات السومريين في مجالات متعددة، كاكتشاف الكتابة والاختام الاسطوانية والدولاب الفخاري وكذلك استخدام الموسيقى والنحت وصناعة المصوغات والمجوهرات والحلي والكنوز التي عثر عليها في المدافن الملكية.. لقد اسهم السومريون بصنع حضارة وادي الرافدين.. لإن اولى النصوص التي ورد فيها اسم السومريين كان مدوناً في القاب ملوك حضارة وادي الرافدين، مثل ملك بلاد سومر، وبلاد اكد، وقد دونت اللغة السومرية بالخط المسماري المعروف.
والمثير أن الباحثين كانوا يصابون بصدمة الوعي حين معرفة ان الانسان السومري كان اول من استخدم المجاري تحت الارض، واستخدم البريد بين المدن، واكتشف الالات الزراعية، وإن نساءهم كانت تقتني الحلي الذهبية والمجوهرات في كل الأوقات)!
يعني نسوان الجنوب – ياطرطور- كنَّ يلبسن المجوهرات والحلي والياقوت قبل ما تلتقي نسوانكم بالأخوة سواق التريلات القادمين من سوريا والأردن وتركيا.. ويعطوهن الـ (الله قاسمه)!!
والمشكلة أن من يشتمنا اليوم اما أن يكون (أبو تبارك نفسه)، أو من جماعة (أبو تبارك)، أو أن يكون فد واحد (دايح)، وقد اعلن عن دياحته، ودياحة عائلته رسمياً. أو أن يكون مفعولاً به جداً، والشاهد على الفعل والفاعل في سجن بوكا رجل امريكي، لا ناقة له بـ ( أبو بكر) ولا جمل له بصابرين الجنابي.. أو أن يكون من ذوي القرنين، يعني من ربع حيدر الملا. أو أن يكون فد واحد ( لهيبي).. وبايع ومخلص كلش..
بالمناسبة، وأقسم لكم برأس أبي الفضل العباس، أن شخصاً قد أخبرني عن هذا (اللهيبي)، وقال لي أمس أن أهل الفضل يعرفونه جيداً..
فقلت له: وماذا يعرفون عنه؟
قال: يكولون اللهيبي هم كان (مفعول به)!!
فضحكت وصرخت: يبووووووووووووو شو ذوله كلهم مفعول بهم.. ما بيهم فاعل.. مبتدأ؟!!