23 ديسمبر، 2024 12:58 ص

العمائم والأقلام والأدوار!!

العمائم والأقلام والأدوار!!

أدوار مرسومة تخدمها العمائم والأقلام , ولكل أجله وعطاياه التي تذله وتهينه وتستعبده , وتصادر كرامته , وتحيله إلى بضاعة رخيصة في أسواق السياسة النخساء.
وهذا ديدن من يسمون أنفسهم بالفقهاء (عارفون بأصول الشريعة وأحكامها) , والأقلام النخب , أو أقلام تأدية الأدوار , ويشاركها الإعلام بوسائله المعاصرة المروِّجة للمظالم والدجل والأوهام.
فالتاريخ يحدثنا عن حواشي السلاطين , وكيف أن الفقهاء يجتهدون في تأكيد وتسويغ ما يقترفونه من المظالم وما يرغبون به من الآثام , فلكل فعيلة تخريج فقهي يكسب به الفقيه مالا , ولا يعنيه الدين ولا تهمه الأصول والأحكام.
ولا توجد جريمة إرتكبها حاكم أو سلطان في بلاد المسلمين إلا وكان وراء تأكيدها فقيه أو أكثر.
وجميع المفكرين الأحرار في مسيرة الأمة , أصابهم ما أصابهم بتحفيز من فقهاء الكراسي في كل زمان , وتجد الأفاكين يكتبون ما يرضي الحاكم المنان , فيغنموا مالا وينتجوا سوءً وكذبا وإفتراءات بتكرارها تصدقها الأجيال.
لماذا هذا الميل لدى الفقهاء وذوي الأقلام , لمؤازرة كل سلطان غاشم أثيم؟
لماذا تحركهم الحوافز المادية والعطايا والإكراميات؟
لماذا يخونون دينهم ورسالة الكلمة؟
هذه ظاهرة قائمة في مجتمعاتنا أكثر من غيرها , لأن الحق في الكراسي , والسلطان حاكم بأمر الله , ويمثل إرادته المسلطة على العباد.
وهذا مفهوم سائد وفاعل في أروقة وجودنا ومتمكن من نفوسنا ومعطل لعقولنا , فلا بد أن تصمت الأفواه , وتتبلد العقول , وتخضع لما يراه السلطان , وعلى الفقهاء بإستحضار الفتاوى المبررة , وعلى الأقلام أن تسوق وتلمع وتطعم الناس وهما لذيذا وبهتانا مبيدا!!
فإلى متى ستبقى بطائنهم تغشهم وتمتهننا , ولا من ثورة حق وتقرير مصير عزيز كريم؟!!