العلم قوة تصنعها الإرادة السياسية , فعندما يكون في الكراسي مَن يؤمنون بطريق العلم , فأنه سيتأكد ويتطور وتتحقق وسائله وتبرز معطياته , والدعوة للعلم ليست جديدة في واقع الأمة , بل أن كلمة “إقرأ” في مضمونها دعوة للعلم والتعلم.
ومن الآيات:
“وقل ربِّ زدني علما” طه:114
“وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” الإسراء: 85
ومن الأحاديث النبوية:
“أطلبِ العلمَ ولو في الصين”
“أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”
“طلب العلم فريضة على كل مسلم ”
فالإنطلاقة الحضارية العربية أدركت منذ إنبثاقها بأن العلم طريقها , ونهجها لبلوغ المقام الإنساني , والتعبير الأمثل عن قدرات العقل المتصل بنفحات الخلق الفياضة.
والواقع البشري يؤكد أن ما وصلت إليه الدنيا في حاضرها بسبب العلم , ونشاطات العقول وتفاعلاتها للوصول إلى أجوبة على التحديات التي تواجهها.
وكل فكرة بالمواظبة ستوصل إلى إبتكار ما يمثلها ويشاركها في الحياة.
ولا توجد فكرة خطرت على بال لم تجد لها ما يرمز لها بأساليب متنوعة فوق التراب.
وفي واقعنا المعاصر القوى السياسية فرضت أساليب التفكير العلمي على شعوبها , فانتقلت بها إلى مراحل متفوقة على غيرها من الشعوب المرهونة بتعطيل عقولها وتغفيلها ودفنها في الغابرات.
والأمثلة واضحة ساطعة تؤكدها عطاءات الشعوب المنهمكة بالعلم وما يوصلها إليه من الإبتكارات المتعاظمة في أرجاء الدنيا , التي ترسم صورتها عقول لا تتعب من الإبداع الأصيل.
فهل لعقولنا أن تقتحم ميادين التفعيل؟!!