العلم والعمل كلمتان في العربية يختلفان بترتيب الأحرف , فهما يتكوننان من العين واللام والميم.
ع+ل+م= علم
ع+م+ل= عمل
وهما كلمتان متداخلتان , لا قيمة لأحدهما بمعزل عن الكلمة الأخرى.
فلا قيمة للعلم بلا عمل , ولا قيمة للعمل بلا علم!!
فهل نعمل بما نعلم؟
السلوك البشري يشير إلى أنه يترجم حالة معرفية ما , مهما كان نوعها وطبيعتها , فلكل سلوك ما يتصل به من العلم بشيئ ما , وهذا العلم المعبَّر عنه بالعمل قد يكون ما يكون , لكن السلوك الناجم عنه هو الذي يتفاعل مع الموجودات في المحيط الذي إنطلق فيه.
فالعمل لا يمكن تجريده من العلم , أي علم , ولهذا فأن السلوك البشري يتوافق ومستويات العلم , فالبعض يعلم قليلا ويكون سلوكه متفقا مع ما يعلم , والبعض الآخر يعلم كثيرا ويرسم سلوكه بذلك , ووفقا لدرجة العلم ومستوياته تتفاوت أحوال المجتمعات البشرية.
فكيفما تعلم تكون وتتحقق!!
وفي واقعنا الحضاري تم إقران العمل بكل ما يتصل بالمعارف والعلوم والمعتقدات , فالدين العمل , والعلم العمل , ولا مقياس أصدق من العمل , فالقول لا قيمة له ولا معنى إن لم يكن مقرونا بعمل يؤكده ويحقق مراميه.
والقول بشيئ عمل به , وعدم العمل بالقول المعلوم , يعني أنه نكرة لا قيمة له ولا ملامح أو مواصفات سلوكية ذات قدرة على صناعة الحياة.
وما أصاب الأجيال في متواليات النكسات والإنكسارات , سببه إتساع الشرخ أو المسافة ما بين العلم والعمل , فصار العمل لا يتصل بفكرة أو رؤية أو قدرة على إستحضار الإرادة وإدراك ملامح الأهداف.
وتكون المجتمعات وتتطور بإقران العلم بالعمل , والإبداع في صناعة ما يؤكد الإنسجام السلوكي بينهما.
فهل لنا أن نعلم ونعمل؟!!