الديدن: العادة والدأب.
الدين للدين , والعقل للعلم , أي إن إعمال العقل بالنصوص الدينية , أيا كانت تجلب المصائب على الأمة.
فلكلٍّ دينه , وعليه أن يتصرف كإنسان في مجتمع معاصر , يسعى للتفاعل الراقي مع مفردات الحياة.
أما إذا أردت أن تفرض ما تراه وتعتقده على الآخرين , فتلك هي الفاجعة الكبرى والوجيع المستطير.
فما معنى “لا إكراه في الدين” , إذن؟!!
كل عقل لديه منظور مختلف , فأدمغة البشر كبصمات أصابعهم , لا يمكنها أن تتشابه على الإطلاق.
ولهذا لا يمكن لدماغ قائم بذاته أن يأتي بما يوافق عليه دماغ آخر مئة بالمئة , مهما توهمنا , فلا بد من تباينات.
وعندما نتساءل عن العقل , فهو الآلية الناجمة عن الدماغ والمتفاعلة مع الأفكار المحيطة بالشخص , فعلاقة الدماغ بالعقل وطيدة , ولا وجود لعقل إذا تعطل الدماغ.
فالمطلوب إنهماك العقول بالعلوم , وكلما أمعنت بغوصها وبحثها ودراستها , إبتكرت الجديد والمغاير.
ولهذا تجدنا أمام مخترعات متواترة , لأن العقول لا تتشابه , ولكل منها منهجه وأسلوبه في الرأي والنظر.
فإعمال العقل في العلم ينجم عنه منتوجات مادية متنوعة , وإعمال العقل في الدين يتسبب بإنشاء فرق وجماعات متناحرة تفتك ببعضها , وتلطخ وجه الحياة بالمآثم والخطايا والآلام.
فأيهما أفضل للبشرية , والوقائع المتراكمة تؤكد ما يسبب به أعمال العقل في النص بالديني , وما أوجده إعمال العقل بالعلم , وأمتنا في حقيقتها ديدنها العلم وبه تألقت وتسامقت.
فالدين ليس حكرا على أمة العرب , ولكل أمة دينها أو أديانها , فالأمم تتمايز بعلومها , فهل وجدتم دولا تتفاخر بما تعتقد , أم أنها بما تبدع وتخترع.
إن الداعين إلى إعمال العقل العربي بالنص الديني , يسعون إلى حرق الأمة , وتدمير وجودها وهويتها ودينها.
فابتعدوا عن الإفتراءات والرؤى البشرية القاصرة , ولا تضفون عليها ما ليس فيها , فالعقل البشري قاصر , عندما يتعلق الأمر بالدين , ونمطية النفس الأمارة بالمساوئ والبهتان.
فهل من إستدارة إلى الأمام , والخروج من “راوح مكانك” أيها البشر الحيران!!