المواقف الأميركية تجاه الخطر الخميني، تزداد وضوحاً، تعبّر عن ذلك مقولة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي زار السعودية مؤخراً، إن إيران موجودة في كل مشكلات المنطقة، وإنه لن يسمح لها باستهداف السعودية بالصواريخ من خلال أتباعها الحوثيين باليمن.
ملالي الحرس الثوري الخميني وضباطه، وقادة الأجهزة، الكثيرة، في حالة استنفار، استخباراتي، دعائي، وتنشيط كامل للعصابات التابعة لهم من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى بعض «مثقفي الغفلة» من مدعي الانتماء للمقاومة والممانعة!
المضحك أن من هؤلاء الصخابين المؤيدين للجمهورية «المقاومة» إيران، من يقول عن حاله إنه يساري علماني، ينشد تحرير المرأة، وتغليب الفكر العلمي، ومحاربة الخرافات.
لكن ما رأيهم، دام فضلهم، في هذا الخبر: «ممثل خامنئي يتهم (الليبراليين) بتأجيل ظهور المهدي»؟!
هذا خبر حقيقي وليس طرفة تروى للتسلية. في التفاصيل فقد اتهم، قبل يومين، ممثل المرشد الأعلى علي خامنئي بالحرس الثوري الإيراني، علي سعيدي، جبهة «العلمانيين والليبراليين» في إيران بتأجيل ظهور المهدي المنتظر.
واعتبر سعيدي في خطاب أمام حشد من قادة الحرس الثوري (الأربعاء) الماضي، أن الثورة في إيران «النقطة الفاصلة والممهدة للمهدي». وحسب ما نقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن هذا المعمم الثوري، سعيدي، فإن «الكرة الأرضية تشهد انقساما بين جبهتين؛ جبهة بقيادة المرشد الأعلى وجبهة الكفر والشرك والنفاق». سعيدي ذكر أن بلاده تقترب من فترة «الظهور»، مشددا على أن إيران تمر بظرف حساس من التاريخ.
المعمم الخميني الآخر، مهدي طائب، رئيس شبكة «عمّاريون» للحروب الناعمة، المقربة من المرشد خامنئي، تبجح بدعم بلاده للحوثيين بالصواريخ لأجل ضرب السعودية.
أكيد أن الأخ مهدي هذا، مثل صديقه سعيدي، متشوِّق لظهور المهدي، ومن أجل ذلك يجب «توليع» الأرض ناراً، حتى يتجهّز المشهد تماماً، للظهور الملحمي «الآخرزمني»!
يقول رئيس شبكة «عمّاريون» (الاسم يحمل رمزيته التاريخية، نسبة للصحابي عمّار بن ياسر، المناصر الصلب للخليفة علي بن أبي طالب)، إن تزويد نظامه للحوثي بالصواريخ «تم على مراحل بواسطة الحرس الثوري ودعم وإسناد البحرية التابعة للجيش الإيراني وأمر المرشد الأعلى».
لا نتحدث عن مهووس منزوٍ بمسجد صغير في حارة هامشية من أحياء الصفيح، أو عن مغرّد معتوه على صفحات التواصل الاجتماعي.
لا… نتحدث عن دولة غنية كثيفة السكان، لدينا شبهة امتلاكها، أو سعيها لذلك، القدرات النووية العسكرية!
*نقلاً عن “الشرق الأوسط”