17 نوفمبر، 2024 4:53 م
Search
Close this search box.

العلاقة والفارق بين السياسي ورجل الدين

العلاقة والفارق بين السياسي ورجل الدين

مما لا شك الانسان مسؤول عن تصرفاته واعماله من الناحية الشرعية والقانونية، والاخلاقية ،وجاء قوله تعالى {وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى‏ حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْ‏ءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى‏ إِنَّما تُنْذِرُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصير}ُ (18)[فاطر]
رسالة سماوية واضحة المعاني والمدلولات تشير الى ان الانسان مسؤولا مباشرا عن اعماله وتصرفاته آثامه وخطاياه
مهما اختلفت وظيفته ورتبته ومكانتة ودرجة قرابته من اي رجل دين او نبي وعلى سبيل المثال احد ابناء النبي نوح الذي اختار طريقا مخالفا لنهج والده والامثلة عديدة في هذا الصدد فالمسؤولية شخصية والتصرفات سلوك فردي وهناك فرق شاسع بين سلوك السياسي ورجل الدين وان كانوا من اسرة واحدة وكل انسان له حدود عقلية وطريقة وتفكيره ونهجه وتاريخه وان العلاقة او الفارق الموضوعي بين الديني والسياسي علاقة يغلب عليها طابع الجدل وطابع الصراع والاشكال وتداخل الرغبات، والمساومات، والمنافع الشخصية كون الصفتان يترتب عليهما سمات القيادة مع الفرق في ترتيب ودرجة وموقف القيادة ففي كثير من الاحيان يمتد ما هو ديني الى مجال ما هو سياسي ويترتب عن ذلك النظر الى شؤون البلاد والعباد بما تقتضيه مصلحة الدين العليا او الجماعة الدينية ورجالاتها واحيانا يمتد ما هو سياسي الى مجال ما هو ديني ويتم التعاطي مع الدين وموضوعاته وفقاً لمصلحة رجل السياسة فلا بد اذن من ترتيب العلاقة بين مجالي الديني والسياسي بشكل يحفظ للدين من جهة جوهره الروحي والاخلاقي والانساني. مع العلم ان جوهر الدين كيفما كان هو بسط قيم السلم والمحبة والاخلاق بين الناس جميعا ومن جهة ثانية يحفظ للسياسة شأن تدبير امور البلاد والعباد بما يتطلبه الواقع والمصلحة العامة فلا بد ان يلزم كل طرف في هذه المعادلة حدوده ولا يتعداها بصيغة مباشرة فيجب التمييز بين ما يدخل في نطاق الدين وما يدخل في نطاق التدبير السياسي
ان ترتيب العلاقة بين الطرفين ان هناك شيئاً غير متوازن اي اننا نتحدث عن امتداد ما هو ديني طلبا للاصلاح واقامة العدل الى مجال ما هو سياسي فاسد من اجل الحفاظ على رسالة المؤسسة الدينية ودستورها وحقوق اتباعها،مقابل امتداد ما هو سياسي منحرف الى ما هو ديني وفقاً لمصلحة رجال السياسة او اطماعهم وتوسيع نفوذهم للمحافظة على مكاسبهم ومراكزهم في الدولة وقد يتعدى الأمر احيانا الى تصفية الخصوم او انتقادهم والتشهير بهم وباتباعهم . فالسياسة عالم واسع من الأدبيات والأخلاقيات والافكار الغريبة لا تلتزم باية ضوابط او اتفاقيات او مبادئ ثابتة تتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة السياسية والشخصية اما في المجال الديني المنظومة الدينية ترتكز على دستور ورؤية شرعية وتنطلق على مقومات واسس ومبادئ أخلاقية، ومثالية ثابتة ورصينة، وليست لها رؤية شخصية او فئوية ضيقة بل مسؤولية عامة شرعية
وان مجمل الأخطاء والكوارث والمشكلات التي تتسب بها السياسة والسياسيون وان كانوا ذو قربى تندرج ضمن الاخطاء الشخصية ولا يتحمل اي شخص نتائج اخطائهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم الشخصية وتقع حجم المسؤولية في القرار والتصرف على عاتقهم ومسؤوليتهم من الناحية الشرعية ،والأخلاقية ،والمهنية .

أحدث المقالات