22 نوفمبر، 2024 9:46 م
Search
Close this search box.

العلاقة الطردية بين تفريس العراق وتفريس المرجعية

العلاقة الطردية بين تفريس العراق وتفريس المرجعية

لقد فتح الاحتلال الباب على مصراعيه لإيران لتحقيق حلمها في إقامة إمبراطوريتها الهالكة، ومن اجل هذا الهدف عملت إيران على تطبيق سياسة تفريس العراق في كل الاتجاهات والمجالات، والظواهر والمعطيات الموجودة على الأرض تكشف وبكل وضوح عن تلك السياسة، ومنها أنها استطاعت من بسط هيمنتها وسطوتها على كل مقدرات العراق السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، فهي مَنْ تصنع القرار السياسي وترسم خريطة الحكومة، وهي المسيطر على المواقع والمفاصل المهمة في الدولة…لقد جعلت إيران العراق سوقا مستهلِكا لجميع المنتجات الإيرانية فجُلّ ما هو موجود في العراق هو “سخت إيران”، وحولت الشوارع والأعمدة وغيرها إلى منصات لصور الخميني والخامنئي وقاسم سليماني وغيرهم، وبعد أن سيطرت على المراقد المقدسة صارت هي المتحكم في آلية السياحة الدينية فصار العراق يعج بالإيرانيين وبطريقة غير شرعية أو قانونية ومريبة، ناهيك عن سيطرت المليشيات التابعة لها وقيامها بعمليات القتل والتصفية والتهجير والتغيير الديموغرافي والاستحواذ على الأراضي ومنحها إلى الإيرانيين أو من العراقيين من ذوي الأصول الإيرانية أو تسجلها للتمويه بأسماء عملائها وأدواتها في العراق، فضلا عن العمليات المبرمجة والكبيرة التي تتبني شراء العقارات المهمة وتمليكها للإيرانيين المقربين من الجهاز الحاكم في إيران أو الحرس الثوري، وغيرها الكثير من الظواهر التي يطول المقام بذكرها، وهي ليست بخافية على الشعب العراقي الذي يعيش آلامها ونتائجها الوخيمة…لم تستطع إيران من احتلال العراق وتفريسه لولا وجود المرجعية الإيرانية التي مهدت لإيران ومنحتها الضوء الأخضر والشرعية للقيام بسياستها، ومن هنا يتضح السر وراء اختزال المرجعية بشخوص إيرانية وحصرها بها، ومحاربة وقمع أي مرجعية تنبثق من رحم العراق أو العروبة وترفض المشروع الإيراني، فكانت قضية فرض فارسية المرجعية والهيمنة عليها الباب الكبير والطريق لتفريس العراق وجعله عاصمة لإمبراطورية إيران كما صرح بذلك الساسة الإيرانيين، خطر فرض فارسية المرجعية وتفريس العراق وخطفه من عمقه وانتمائه العربي وطمس الهوية الوطنية كان قد كشف عنه وحذَّر منه ووقف ضده المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني من خلال خطاباته وبياناته ومواقفه الثابتة والصريحة والجريئة، وهذا ما أثار حفيظة إيران وأدواتها وأشعل نار غضبها فراحت تستهدفه وبصورة متكررة، ومجزرة كربلاء خير شاهد ودليل، وقد عبَّر المرجع الصرخي عن ذلك في اللقاء الحصري الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية حيث كان مما قاله: (استهدفونا لأننا رفضنا فرض فارسية المرجعية والحوزة ورجال الدين فقلنا بالمرجعية العراقية العربية)، إن إفشال مخطط تفريس العراق، والعودة به إلى عمقه العربي والحفاظ على هويته واستقلاليته، وإنقاذه من النفق المظلم الذي زجته به إيران ومرجعياتها الكهنوتية، لا يكون إلا بإخراج إيران وأدواتها من العراق عبر مشروع وطني صادق طرحه المرجع الصرخي في مشروع خلاص والذي تضمن في احد بنوده ما نصه: 10)- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح ).

أحدث المقالات