23 ديسمبر، 2024 12:13 م

العلاقة الايرانية العراقية تحت مجهر القلق الغربي

العلاقة الايرانية العراقية تحت مجهر القلق الغربي

غالبا ماتحدد طبيعة العلاقات الدولية ومستوى الاندماج في معايير الانظمة لشكل نقاط التقاطع والالتقاء لتلك الدول مع النسبية في التعاطي بين دولة واخرى وحسب الثقل الدولي لكل دولة في ميزان القوى العالمية وقدرتها الاقتصادية في رسم سياسة خارجية  مؤثرة تفرض ماتبتغيه وتطوق مايزحف اليها بضرر وضرار .ايران الثورة مابعد 79 المحور الذي وضع الغرب بصورة عامة في نافذة الاحراج والحرج السياسي ابتدءا بطبيعة النظام الايراني السياسي الذي اختار ان يكون الاسلام عنوان ودليلا لبوصلة التعامل السياسي وخصوصية المواقف اتجاه الغرب عموما وامريكا بشكل خاص بعد ان فقدت الولايات المتحده حليفها الستراتيجي ايران الشاه وجدت نفسها في مرمى المواجهة والتقاطع مع الجمهورية الاسلامية الايرانية  منذ بواكير انتصار الثورة والاطاحة بشرطي الخليج مما فرض التوجس والريبة عند الغرب في فتح افاق التحاور مع حكومة وضعت اسرائيل مغتصبة وجعلت من تحرير فلسطين قضية وهدف واصفة امريكا بالشيطان الاكبر فضلا ان اول من طرح فكرة الاسلام السياسي الامريكي هو قائد الثورة الامام الخميني وبذلك فقد ولدت ايران الاسلامية تحت مطرقة العداء الغربي ومحاولة تقطيع الاوصال لها وعزلها عن محيطها الاقليمي والأممي ، مساحة إيران وعمقها الاستراتيجي الواسع يمنحها إمكانية استنزاف الخصم إقليما, وعدم تعرضها للاختناق أو الشطر بسهولة مما يجعلها أكثر قدرة على مناورات عسكرية كبيرة ويعطيها هامشا واسعا للحركة.

وبذلك تسعى إيران من إيجاد وضع ستراتيجي أفضل  ممايستدعي  واشنطن الى وضع  قواعد عسكرية متنوعة تمكن الولايات المتحدة من تقويض المشروع الإقليمي لخصومها في المنطقة وعلى الأخص إيران ،طبيعة المذهب الديني في ايران من الغالبية الشيعية المطلقة تقريبا وزعامات الثورة الايرانية هم زعماء ورموز لدى العالم الشيعي بشكل عام اذا ما اعتبرنا العراق المحور الاكبر في تلك الثنائية العلاقاتية بأعتبار ان السلطة في العراق تقوم بقوى شيعية فضلا ان الخط الفكري الايراني في سياسة الثورة اعتمد ولاية الفقية وهو الامر الذي  ولد قلق ومخاوف كبيرة لدى قوى الغرب من ان تصدر ايران الثورة الى الخارج اذا ماتوفرت لها البيئة والقدرة الاقتصادية والعسكرية وربما انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلاق الدول الاسيوية قد اسهم في تطوير امكانات ايران والاستفاد من علماء السوفيت في مجال الطاقة النووية والعسكرية لذلك ترى الولايات المتحده ومن وراءها الخط الغربي ان المواجهة مع ايران حتمية وان تاخرت في توقتيات الانطلاق لاعتبارات وقراءات تدرك تماما ان الحرب الكلاسيكية العسكرية مع ايران مستنفع كبير ربما يضع الامن القومي الامريكي في سدة الانعاش لذلك يعمد الغرب الى خلق الذرائع والحجج من اجل الزحف باتجاه الخليج العربي ووضع المرتكزات والدعائم العسكرية لتطويق الهول الايراني النافذ من تأريخ وعمق تلك الدولة فضلا على ان ايران باتت اليوم ناقوس الخطر الذي يدق في تعكير صفوة أمن اسرائيل وبذلك قد استفزت مقدسات القوى الغربية بشكل عام والولايات المتحده وبريطانيا بشكل خاص وربما طبيعة التغيرات الاقليمية والصراع الدولي والاختلال في ميزان القوى وبأعتبار ان ايران تضع ضمن خط الممانعةللمشروع الغربي  مع روسيا والصين اضافة الى الشكل الدراماتيكي في تصاعد الاحداث وسقوط النظام السياسي في العراق وما لحقها من سقوط للانظمة لبعض الدول العربية ودخول ايران كلاعب رئيسي في الوضع الاقليمي والعراقي بشكل خاص بأعتبار ان غالبية الشعب العراقي هم من المذهب الشيعي وبالتالي فأن بوصلتهم الدينية لاتنقطع من تحديد الاتجاه الايراني لها ،تلك مقدمات لطبيعة القلق الامريكي من ستراتيجية العلاقة الأيرانية العراقية وأثرها وتاثيرها على المصالح الأمريكية والبريطانية والأمر الذ وسع من دائرة المخاوف والتوجسات لدى البيت الأبيض أن الحكم في العراق يدار برموز شيعية اغلبها خرج من  تحت الرعاية الأيرانية لها خلال سنوات المهجر والمعارضة أبان الحقبة الزمنية لحكم البعث في العراق وهو ألامر الذي يوفر فرصة اكبر لدور ايراني اكبر في الساحة العراقية من جهة ومن جهة أخرى أن الخليج العربي هو فاكهة الأرض والخزين النفطي الذي تسعى امريكا الى السيطرة عليه بشكل عام وفي العراق على وجه الخصوص وكما يتصور الغرب ان النفط العربي هو نفط غربي ولد في ارض عربية على حد قول هنري كسنجر وبما أن اريكا تبحث عن امداد وامتداد لنفوذها على تضاريس العالم السياس فلابد من وجود قوة اقتصادية تستطيع بها النفاذ وخصوصا ان االاقتصاد الامريكي يعاني الاختلال وعدم التوازن وعلى طيلة اكثر من عشرين عام بسبب الترسانات العسكرية وماكنات التسليح التي اعتمدتها امريكا طيلة تلك الفترةمما اثر في انخفاض حجم الاحتايط النفطي لها  وكذلك الانتاج اليومي للبرميل النفطي  وأذا ما اصبحت تلك المصادر البتروليه خارج نطاق القبضة الأمريكية فأن ايران وطبيعة المشهد السياسي للعلاقة الستراتيجية الايرانية العراقية ستكون بمثابة مقبرة الاحلام الغربية وأمنياتها في رسم جغرافية وجود وميزان قوى مما يدفع بقوى الغرب لاستخدام اكثر من ورقة لعب سياسي في تقنين تلك العلاقة الايرانية العراقية وربما مايحدث في المنطقة الأن من تحشيد غربي بفرض العقوبات الاقتصادية على ايران وكذلك صعود التيارات المتطرفة الى منصات الحكم في الدول التي اصابها مايسمى الربيع العربي بشكل عام وارتفاع سقف المطالبات في المظاهرات التي تشهدها المناطق الغربية في العراق ورقة ضغط تدف بها امريكا من خلال الدعم للمحور التركي القطري في تمويل وتغذية الاحداث  لاحداث حالة من التوازن في الشرق الاوسط والخليج العربي على وجه الخصوص من اجل مواجهة المد الايراني في المنطقة كشكل عام وكمحور قلق واهتمام الغرب الامريكي بخطورة العلاقة الايرانية العراقية بشكل خاص