17 نوفمبر، 2024 4:52 م
Search
Close this search box.

العلاقات العراقية الايرانية … يربطها التاريخ المشترك

العلاقات العراقية الايرانية … يربطها التاريخ المشترك

على ضوء الزيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الى طهران وهي الاولى خارجياً له بعد استلامه هذه المسؤولية لتوطيد العلاقة الازلية التي تربط الشعبين الجارين والتي تتميز بمشتركات كبيرة يمكن الاستفادة منها لتدعيم الصلات وبلاشك فأن العلاقات بين العراق مع جيرانه وفي المقدمة تقف الجمهورية الاسلامية الايرانية على رأسها وهي تنمو باستمرار ، وتمتد الى قرون طويلة لوجود روابط مشتركة كثيرة بينهما ومن اقدم العلاقات تاريخيا و ليست وليدة العصر الحاضر ونمت وتوثقت بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 حيث تعززت هذه الروابط بين البلدين إلى أبعد من هذا وتختلف اختلافا جذريا عن تلك التي كانت عليه من قبل ، ويمكن الرجوع الى الدور الذي لعبته ايران بعد استيلاء داعش على الموصل وحمايتها لبغداد من السقوط في يده ، حيث كانت الوحيدة التي هبّت لمساندة الحكومة العراقية بعد سقوطها وسارعت لحماية بغداد المهدّدة في صيف 2014، للدفاع عن العراق. وساعدت كذلك في الدفاع عن أربيل حين وصل التنظيم إلى تخومها، لتلعب دور المساهمة في الدفاع عن المقدسات ايضاً والتي كانت العصابات الاجرامية التكفيرية تحاول الوصول اليها وهو موقف لا يمكن من نسيانه، ثم مساهمتها في فتح اكثر المحافظات والدعم الاقتصادي والتجاري بشكل انسيابي وتعزيز الاقتصاد المشترك وتقديم كل المساعدات اللوجستية والخبرة العسكرية وتدريب للحشد الشعبي الذي مكنه من استعادة معظم الاراضي العراقية التي استولى عليها التنظيم الارهابي يداً بيد مع القوات الامنية الاخرى من جيش وشرطة وقوات عشائر و يمكن فهم قوة هذه العلاقة ، وتأثيرها في منطقة الشرق الاوسط ايضاً ، وخاصة ايران التي نجحت في اثبات قدراتها على ان تكون لاعبا اساسيا فيها ولان سيادة واستقلال العراق يمثل امنها ، كما ان ايران لم تبقى مكتوفة اليدين أمام وجود القوات العسكرية وسياسات الولايات المتحدة الامريكية المحتلة في العراق ولتقزيم نفوذها، حيث أنّها تتحرّك على مختلف الجبهات و تدرك أنّ الامن في منطقة الشرق الأوسط ستكون على أساس الحفاظ على السلم في الشرق الاوسط في ابعاد واشنطن عنها التي تحاول تعزّز وجودها العسكري والسياسي في العراق وعملت جاهده على أضعاف الجيشه وليكون اكبر قاعدة عسكرية لضرب الدول التي تختلف معها ،من هذا المنطلق تواصل الجمهورية الاسلامية الايرانية دعمها للحركات المقاومة بالدعم اللوجستي والأموال والتّدريب حيث تعمل على حماية المنطقة من المجموعات الارهابية المسلّحة والمجموعات المتطرّفة المدعومة من واشنطن وتدعم الحوثيين في اليمن في مواجهة التخالف العربي بقيادة السعودية و استطاعت ان تثبت انها الحريصة الاساسية لامن المنطقة، في ظل تخلي القوى المجاورة في المنطقة عن التدخل لحمايتهم ومن هنا ازدادت الرغبة في توطيد هذه العلاقات خلال السنوات الاخيرة و لابد ان تنطوي على الرغبة فى التأكيد على الطبيعية الديناميكية للتفاعلات التي تتجاوز حدود الدول بصرف النظر عن نوع هذه التفاعلات وموضوعها، حيث يجب ان ينظر إليها باعتبارها تشكل نسقا مترابط المكونات والأبعاد وتتفاعل عناصره ووحداته جميعها؛ حيث يؤثر كل مكون منها على الآخر ويتأثر به. هناك مبادئ وقواعد عامة في افتراضاتها وأهدافها مثل الأيديولوجيات السياسية والمبادئ المستمدة من الأديان السماوية، بصفتها نظمًا عقائدية كونية، توجه رسالة إلى البشرية كلها.اذا أحسّت أنّ مصالحها وتعزيز وجودها متوقع على علاقات متميزة بعضها ببعض، حيث تستطيع بواسطتها تأمين حاجاتها بالتبادل أو المقايضة ويتحقق المجتمع الدولي عندما يتاح له أن يضم فى عضويته هذه الدول .

وبالنسبة للعراق فان الأهمية السياسية التي تضاف للأهمية الاستراتيجية تكمن في معالجة السلبيات والمشاكل وبناء نموذج سياسي خاص بالعراق يحيط بكل هذه المسائل التي تساند هذا النموذج ويكون النجاح في التركيز على الأهمية ولديه القدرة في بناء برنامج عمل حقيقي يساهم في استقراره و المنطقة و في مواجهة الإرهاب والتطرف وإعادة الموازين المختلفة في المنطقة فمن الضرورة تفعيل التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية والاستثمار وقطاع النفط ، لانه يشكل الرقم الأصعب في المعادلة الاقتصادية ، حيث يملك ثاني أكبر احتياطي نفطي في المنطقة بعدالمملكة العربية السعودية.

أحدث المقالات