23 ديسمبر، 2024 12:57 ص

العلاج الفعال لإضطراب طيف التوحد

العلاج الفعال لإضطراب طيف التوحد

إضطراب طيف التوحد (ASD) هو مصطلح واسع يستخدم لوصف مجموعة من اضطرابات النمو العصبي.
تتميز هذه الاضطرابات بمشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي. وغالبًا ما يُظهر الأشخاص المصابون بالتوحد اهتمامات أو أنماط سلوك مقيدة ومتكررة ونمطية.

يحصل اضطراب طيف التوحد في الأفراد في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن العرق أو الثقافة أو الخلفية الاقتصادية. و وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الأمريكية، فإن التوحد يحدث في كثير من الأحيان في الأولاد أكثر من الفتيات، وبنسبة 4 إلى 1 من الذكور إلى الإناث. كما قدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في عام 2014 أن ما يقرب من طفل واحد من بين 59 طفل مصاب بالتوحد. في حين أكدت تقارير علمية أخرى أن هناك طفل واحد مصاب بالتوحد من بين كل 36 طفلا يولدون في الولايات المتحدة الأمريكية، كما في الرسم البياني المرفق.

هناك مؤشرات على أن حالات اضطراب طيف التوحد آخذة في الارتفاع. ويعزو البعض هذه الزيادة إلى العوامل البيئية كالسموم المنتشرة بكثرة في البيئة، وكما يحصل الآن في العراق بشكل واسع جدا.
غالبًا ما يظهر الأطفال المصابون بالتوحد السلوكيات التالية:
صعوبات تتعلق بالتواصل مع الآخرين
غالبًا ما يكرر سلوك معين مرارًا وتكرارًا ، أو يصبح مركزًا على شيء ما
مشكلات حسية غير عادية (مثل الحساسية للصوت ، أو الملمس ورائحة الأشياء)

لا يوجد تفسير واضح لحد الآن لما يسبب اضطراب طيف التوحد، رغم وجود أبحاث عديدة تذكر أن النانو ألمنيوم الموجود في تركيبة اللقاحات هو واحد من أهم أسباب حدوثه. أما علاجه، فالمعروف الآن على مستوى العالم أنه لا يوجد علاج فعال جدا حتى الآن للتوحد. ولكن مع ظهور الأبحاث الكثيرة عن علم المنعكسات، إستطعنا أنا وزميل لي الإستفادة من هذا العلم في تطبيقه على المصابين بالتوحد حيث أثبت فعالية جيدة جدا.

يساعد علم المنعكسات الأطفال المصابين بالتوحد لأنه يقلل من القلق ويساعد على تحسين السلوك الاجتماعي للأطفال المصابين. فبمجرد إنشاء الثقة بين أخصائي العلاج الانعكاسي والطفل، يسمح الطفل لنفسه بالتخلي عن نفسه وعندها يؤدي العلاج باللمس إلى زيادة الشعور بالراحة والرفاهية. تؤدي الجلسات القصيرة مع الأطفال إلى زيادة الهدوء مع كل جلسة إضافية. ويرافق ذلك العلاج بالمكملات الغذائية العضوية زائدا حمية غذائية خاصة جربناها سوية مع المساج الإليكتروني الإنعكاسي وأثبت فعالية كبيرة في المساعدة بعلاج الأطفال وعودتهم إلى حياتهم الطبيعية.

بعد حصولي على شهادة الماجستير بالتغذية العلاجية من بريطانيا في عام 1992، عالجت آلاف الحالات المرضية المزمنة بالغذاء بدل الدواء، ثم وجدت لاحقا أن علاج التوحد بالغذاء (حمية غذائية خاصة زائدأ مكملات غذائية عضوية عالية النوعية، مع حليب الإبل) كان مهملا ولم ينتبه له أي من المهتمين بعلاج التوحد. ولكني وجدت لاحقا أن له تأثير كبير جدا على الطفل المصاب بهذا الإضطراب مما ساعد لاحقا على شفاء المصاب بعد الإستعمال الموازي بالمساج الإليكتروني الإنعكاسي زائدا طريقة إليكترونية أخرى لتحسين التحدث واللفظ والتركيز لأعلى ما يمكن توقعه، بحيث إستفاد منه حتى طلبة المدارس والجامعات الذين يعانون من مشاكل التركيز أثناء الدراسة حيث إزدادت عندهم نسب النجاح بشكل غير مسبوق من قبل.

من خلال متابعتنا لمعظم مراكز علاج التوحد في الوطن العربي، وخصوصا في العراق، فقد رأينا المعالجين يستخدمون الصفوف الدراسية لتعليم المصابين بالتوحد السلوكيات الصحية والتحدث وذلك من خلال تعليمهم القراءة والكتابة واللعب وطرق تحسين التلفظ والتحدث (مدارس خاصة بالمصابين بالتوحد وليست مراكز علاجية)، ولكنها مع الأسف لم تشف الطفل شفاء تاما كما في الطرق التي إستخدمناها نحن لهذا الإضطراب النفسي السلوكي الصعب، يضاف له علاج قلة وسوء التركيز من قبل الطلبة أثناء الدراسة.

بمتابعتنا لهذه الحالات في العراق، وجدنا أن العراق من أكثر الدول العربية التي يتواجد فيها مصابون بالتوحد وكل ذلك سببه الإخلال بالنظام البيئي والسموم البيئية الكبيرة جدا التي تعرض ويتعرض لها العراق. كما لم نجد أي مؤسسة حكومية، وخصوصا وزارة الصحة والبيئة، أنها قد أولت هذا الإضطراب النفسي الخطير عند الأطفال أي إهتمام منها على الأطلاق، وتُرك الأطفال وعوائلهم يعانون الأمرين في إيجاد مركز مهني متخصص لعلاج أطفالهم، ولكنه لا يوجد في العراق لحد الآن، مع الأسف.
لهذا فكرنا في تأسيس مركز للإستشارات الغذائية والصحية وعلاج طيف التوحد والمشاكل السلوكية والمعرفية الأخرى، عند الأطفال والكبار على حد سواء، وننتظر من يستطيع تمويل هذا المشروع الإنساني الكبير.

مع أمنياتنا للجميع بدوام الصحة والعافية، وجنبكم الله وأطفالكم كل مرض وكل سوء …

بروفيسور متخصص بعلم الفسلجة والعقاقير الطبية، ومستشار بإدارة المؤسسات الصحية، وخبير دولي بالصحة البيئية والتغذية العلاجية
بريطانيا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2021
[email protected]