في قرية من قرى جنوب العراق، وتحديدا قرية الشيخ حمود المغامس خرجت العقارب زمرا، حاول الناس معها بأساليب عديدة، منهم من نصح بغلق ثقوب الجدران ومنهم من ردم تلال التراب على مقربة من بيته، الجدران الطينية مرتعا للعقارب وهي تتضايق من الحر فتخرج في هذا الشهر، عقد الشيخ ندوة في مضيفه واستمع الى آراء وجهاء القوم في كيفية علاج العقارب وما فعلته في القرية من اذى للناس، فسمها والموت تعاونا على هذه القرية التي ابتليت بالعقارب، اتفق الرجال على ان يرسلوا احدهم الى بغداد لجلب مبيد لها، وفعلا صار الرأي ان جحيل هو من سيقوم بالمهمة، وذهب الرجل وجلب المبيد، ومرت الايام ولم تختفِ المصائب من القرية وبقيت العقارب تعيث فسادا، وعقد الشيخ مجلسه ثانية، فانبرى لهم رجل عجوز قد عركته الايام ولعبت به الدنيا وذاق ماذاق من ويلات العقارب، ووقف بحيث يسمعه الجميع، حيث قال:( عمي انتم شوما عدكم راي، شنهو مبيد، شنهو دوا، العكرب دواها اليمني)، واليمني هو الحذاء ، وفعلا العقرب تحتاج كثيرا الى اليمني فهو القادر على سحقها تماما.
العقارب لدينا كثيرة ، هناك عقرب في كردستان وعقارب في بغداد وهناك عقارب في الانبار وعقارب في سامراء وعقارب في مجلس النواب ، والعقارب تزداد وتكثر يوميا ونحن لاندري مانفعل، نقدم الضحايا والقرابين للاله العقرب ولامفر من النهاية الحتمية، ولكن العقرب في كردستان اكثرها وطأة على الناس، لانها ستؤسس لعداء كبير وخطير، وستضع الاكراد العراقيين في وجه المدفع، ومافعله صدام للعراقيين العرب سيفعله مسعود للعراقيين الاكراد، ربما لم يشاهد مسعود برواس حسين في عرب آيدل، وربما لو عرض الامر عليه لمنعها من المشاركة، ولكنها يوميا تؤكد كرديتها الصميمية في الغناء الكردي لتخلطه بعراقيتها الاصيلة بغنائها بالعراقية الدارجة، بودي ان يتعلم الساسة نوري المالكي ومسعود بارزاني وسواهم من عمائم ولحى وشيوخ عشائر و(عكل) من عقول الفنانين ومشاعرهم الرائعة.
ان صدام وضع العراقيين بوجه المدفع باسم الدفاع عن العروبة وجعل فلسطين وتحريرها قضيته المركزية، وبمرور الايام اسلم العراق للاحتلال والتفرقة والتجزئة بعد ان قتل جميع معارضيه وجعل الاستبداد منهجه لتحقيق اهدافه التي يسميها هو سامية، ومسعود سينهج نفس النهج بعد ان اصبح جلال طالباني خارج قوس ، سيلعب على هواه، وسيغري الكرد بالشعارات القومية، وسيخدعهم انهم خير عنصر وانهم يشبهون الالمان، وليس للعرب مزية تجعلهم حاكمين لهم، سيؤجج الصراعات في المنطقة، وهو يريد ان يضحك على لحية اردوغان كما ضحك على لحية المالكي وعمار الحكيم ولحية اخرى نخاف منها كثيرا فهي من اكثر العقارب ايلاما، وحتى لو ضحك على لحية هؤلاء فانه سيصطدم بهم عاجلا ام آجلا وسيدفع بالشعب الكردي الطيب الى حروب ومعارك ليس منها طائل، فقط ليحصد امجادا شخصية ليكون بطل الامة الكردية، وسيطمح مسعود لاقتناء الاسلحة المحرمة بالتهريب او باي شيء آخر، وسيقنع الكرد بانه يريد تحقيق ذاتهم لاغير، وهو قد بدأ شبيها لصدام حين وضع ابنه على الامن الخاص الذي يذكرنا بقصي، ومن الممكن ان يترك العنان للآخر يقامر ويجمع حوله النساء الجميلات ليكون شبيها بعدي، المسرحية تعيد نفسها في العراق الكردي بعد ان دمرت العراق العربي، وسيكون مسعود قائد الامة الكردية، لكن من اين سيأتي بفلسطين كردية، ربما يجدها لدى ايران التي ستستعصي عليه باكرادها، وربما سيجعلها لدى تركيا التي يلعب معها لعبة القط والفار، وانا ارى انه سيحتفل بتحرير فلسطينه من ايدي العراقيين ويفض القضية، كل هذا سيجري وفي القريب العاجل اذا لم يحضر العرب من جهة والكرد من جهة اخرى يمنياتهم.