18 ديسمبر، 2024 8:14 م

العقيلة زينب (ع) وتصحيح المفاهيم

العقيلة زينب (ع) وتصحيح المفاهيم

من الدروس التي نقتبسها من سيرة عقيلة الطالبيين هي عملية تبيين حقيقة بعض المصطلحات والمفاهيم التي يحاول اعداء الاسلام ان يحرفونها عن مواضعها ,يتكالبون على تسويقها ونشرها في أوساط المجتمع النسوي الإسلامي بوسائل مخادعة ولغايات وأهداف هدامة ، ومثل هذه المفاهيم ما نشهده في واقعنا المعاصر والتي يصورون من خلالها الإسلام كدين يضطهد المرأة ويسلبها حقوقها الإنسانية ، ويميز بينها وبين الرجل على كل المستويات وعلى رأسها الحقوق والواجبات وغيرها من الدعاوي الباطلة والتي يراد من خلالها دق أسفين التقاطع بين المرأة المسلمة والشريعة الغراء

لذلك يرى المرجع اليعقوبي اهمية الاستفادة من العطاء الزينبي والدروس التي تحفل بها سيرة ومسيرة عقيلة الطالبيين لمواجهة التحديات المعاصرة : (علينا نحن أن نستفيد من هذا الدرس الزينبي ونُصحِّح جملة من المفاهيم والرؤى والنظريات التي أُريد بها خداع الناس وتسييرهم بالاتجاه الذي يريده أصحاب تلك الأجندات الهدّامة ) ، ويحدد المرجع اليعقوبي احد أهم تلك المفاهيم وأكثرها خطورة وتأثيراً بعد أن تلاعب بمضمونه اعداء الاسلام ليحولوه الى سلاح لضرب العقيدة وتشويه لمبادئ الاسلام ووسيلة لضرب كيان الاسرة المسلمة وعمادها الاساس المرأة ( لنأخذ على ذلك مثالاً من عالم المرأة ممّا حاولوا به خداعها ودفعوها إلى ما يريدون من الانحلال والفساد ومزاحمة الرجال وترك وظيفتها الأساسية في بناء الأسرة الصالحة وتنشئة الجيل الصالح وهو شعار (المساواة) ) .

ويتسأل سماحته عن مصداقية شعار (المساواة) والأبواق التي تقف خلفه ، ثم يبين موقف الشريعة الاسلامية منه ، وذلك من خلال الاستدلال بالنصوص القرآنية التي توضح عدالة الإسلام وتعامله بالمساواة بين الرجل والمرأة في مسألة الحقوق ( فهل المساواة مطلب عقلائي؟ وبتعبير آخر هل إن المساواة حق دائماً ؟ ، والجواب هو النفي ، نعم إذا كان المطلوب مساواة الرجل والمرأة بالاستحقاق والجزاء فهذا حق وقد كفله الشارع المقدس (أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض) (آل عمران/195) (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) (الحجرات/13) سواء كان ذكرا أو أنثى ) .

ويرى المرجع اليعقوبي أن المساواة بين الرجل والمرأة قد تكون امر غير عقلائي وفيها ظلم لها ، خصوصاً اذا كانت المساواة في الوظائف والأعمال ويعلل ذلك وجهة نظره بالقول : (لأن طبيعة خلقها وفسيولوجيتها وسايكولوجيتها تنسجم مع وظائف غير ما كُلّف به الرجل) .

ويوضح سماحته مثالا على أن العدالة التي تستحقها المرأة أسوةً بالرجل قد لا تتحقق بالمساواة (ومثله كمثل الطبيب الذي يعطي نوعاً واحداً من الدواء إلى مرضى متنوعين ، وكالمدرّس الذي يعطي درجة واحدة لكل طلبته في الامتحان مع تفاوت إجاباتهم ، وهذا هو الظلم بعينه والمطلوب تحقيق العدالة وهي قد تقتضي المساواة وقد لا تقتضي المساواة بحسب الموارد) ، ثم يبين سماحته نظرة الشريعة الاسلامية لهذا الجانب وأنصافها للرجل والمرأة على السواء بناء على وواجبات كل منهما ( وهذا ما كفلته الشريعة المقدسة ، فلو أعطينا للولد ميراثاً بقدر البنت لكان ظلماً، لأن الرجل هو الذي يصرف على المرأة ويكفل لها كل احتياجاتها فهي تشاركه في حصته، ولا يشاركها في حصتها فكيف يتساويان في الاستحقاق ، فهذه المراعاة لتكوين كل من الرجل والمرأة وطبيعة وظائفهما مما تقتضيه الفطرة، وجرت عليه سيرة العقلاء، ويشهد به الواقع ) .

ثم يلفت سماحته الانظار الى نفاق دعاة المساواة في الغرب وتناقض دعاواهم مع واقع المراة في بلدانهم من خلال دورها على الصعيد الحكومي والعسكري وغيره (وخذ نماذج عشوائية من تركيبة مجتمعات الغرب المدعيّة للتحضّر، وانظر هذه المراعاة ، كتشكيلة الحكومة أو عدد الطيارين أو عدد قادة الوحدات العسكرية وقيادات الجيش وانظر نسبة النساء إلى الرجال ستجدها ضئيلة فأين المساواة التي يريدون تسويقها إلينا ؟)

ويبرز المرجع اليعقوبي في العديد من خطاباته الدور المفصلي التاريخي للسيدة زينب (عليها السلام) على الصعيدين الشخصي والعام من خلال إضفاء سمات الشموخ والعزيمة والثبات على شخصية المرأة في الإسلام من خلال دورها الكبير في النهضة الحسينية ، وعلى مستوى بيان الجريمة التي أرتكبها بني امية بحق الامام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه في كربلاء ، ويوضح سماحته ثمار هذا الدور الزينبي ( إن من أهم ثمرات ونتائج القيام الفاطمي والزينبي هو إعادة الثقة للمرأة بنفسها وأنها قادرة على انتزاع الحقوق وإيقاظ الأمة وإعادة الأمور إلى نصابها ).

لقد كانت السيدة زينب امتداداً ناصعاً لسيرة ومسيرة أمها السيدة الزهراء ( عليهما السلام) على صعيد التصدي لمحاولات طمس حقيقة الخلاف بين الامام الحسين (ع) والطاغية يزيد ، وأوضحت الحوراء زينب (عليها السلام) من خلال خطاباتها في الكوفة والشام ان هذا الصراع هو مسألة عقائدية بحتة ، وأهم فصول فروع الدين لأنه قائم على تبيين استحقاق امامة الامة وخلافة النبوة وأهلية القيادة الشرعية لإدارة المشروع الإسلامي وشؤون المسلمين ، وفصلها عن ما يروج له وعاظ السلطة الاموية ومنابرها الاعلامية من أن القضية هي نزاع زعامة بين بني هاشم وبني عبد شمس ، ويوجز سماحة المرجع هذا الدور الزينبي العقائدي المهم (إن قضية (الإمامة) والخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) هي أعظم قضايا الإسلام بعد التوحيد، وأخطرها وأمضاها تأثيراً في الأمة تولّت بيانها وإرساء قواعدها، ونفي الزيف عنها امرأتان هما فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين وابنتها زينب عقيلة الهاشميين ) .

ولاتزال أقلام المعاندين والمنبطحين الى اليوم تعزف على هذا الوتر في تحليلها لمسارات الأحداث الرئيسية التي شهدها التاريخ الإسلامي وخصوصا الجريمة الاموية في كربلاء بحق سبط النبي وال بيته (صلوات الله عليهم) من خلال رفع شعارات (الوحدة الاسلامية) و(تلك امة قد خلت) او (الوقوف على التل اسلم في نزاع السلاطين) ، والحقيقة ان هذه الرؤية ذات صبغة علمانية انهزامية للتأريخ الإسلامي لأنها اولا وسيلة للهروب من مسؤولية الموقف ازاء مثل تلك المنعطفات التاريخية من جهة ، ولأنها من جهة اخرى لا تعبر عن رؤية المسلم الشيعي ولا السني ، فالنبوة على المستوى السني والامامة على الصعيد الشيعي ليس ملكا أو زعامة حزبية أو عشائرية حتى ينظر إليها بهذا الرؤيا غير المنصفة.. )

في خضم المساحة الكبيرة للإعلام الاموي المعادي والامكانيات الكبيرة له والمدعومة بالمال والقوة والسلطة ، وقفت السيدة زينب (عليها السلام) لتشكل من خلال كلماتها وخطبها منبرا اعلاميا زلزل عروش بني امية ودكها دكاً في عقر دارهم وقصورهم الفارهة وزبانيتهم وحشود عناصرهم الامنية ، وقفت السيدة الحوراء أمام الطغاة عبيد الله بن زياد وخليفته الماجن يزيد بن معاوية في الكوفة والشام موبخة لهم ومنددة بجرائمهم النكراء بقتل السبط الشهيد وأهل بيته واصحابه وسبي عقائل النبوة ، واستطاعت هزيمتهم وفضحهم أمام اهل الكوفة والشام ، وبيان الحقيقة التي أراد بني امية طمسها من خلال تعتيمهم على تلك الجرائم واشاعاتهم بأنها ارتكبت ضد جماعة خارجة عن الاسلام ، وهو الأمر الذي صدقه اهل الشام في بداية دخول موكب السبايا قبل أن يتبين لهم حقيقة ان الرؤوس الماثلة امامهم هي رؤوس الامام الحسين (عليه السلام) وآل أبي طالب وان السبايا هن حرائر الرسالة الهاشميات .

كان من أهم أدوار العقيلة زينب (عليها السلام) هو تصحيح المفاهيم المقلوبة التي أفقدت المجتمع الاسلامي وعيه وبصيرته ، فأصبحت معايير التقييم للأمور والاحداث على أسس مادية مغلوطة وليس على أساس الحق والباطل والحلال والحرام ، هذه الذهنية القاصرة والعاجزة التي عصفت بالأمة الاسلامية جاءت نتيجة للفتن الكثير التي عصفت بها منذ وفاة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) ، ولذلك كان موقف عقيلة الطالبيين موقفا تصحيحيا لتلك الأفكار والمفاهيم الخاطئة ، ويسلط سماحة المرجع الاضواء على ذلك الدور الزينبي المهم ومشاهد من احداثه (كان من الأدوار المهمّة التي أدّتها ربيبة القرآن والنبوّة والإمامة العقيلة زينب (سلام الله عليها) هي إعادة الأمة إلى وعيها وبصريتها، وتصحيح موازين النظر عندها، ولنأخذ مثالاً على ذلك جانباً من خطابها، فقد كان يزيد وابن زياد وأزلامهم يعتقدون أنّهم هم المنتصرون فأخذتهم سكرة الغلبة ونشوتها كما وصفتهم العقيلة زينب (فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متّسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا) .

إن مخاطر تلك المفاهيم المقلوبة يتمثل في تحولها إلى أدوات رئيسية في عملية غسيل الأدمغة وتجنيدها من حيث لا يشعر المجتمع تكون وسيلة للحكام المنحرفين في ضرب وتصفية مشاريع الاصلاح وتشويه حركة المصلحين ، بل قد يتحول المجتمع آنذاك الى سلاح فتاك لتصفية المصلحين ماديا كما حصل مع مشروع النهضة الحسينية المباركة ، فلقد كانت نتيجة تقبل المجتمع للمفاهيم المقلوبة وتصديقها أن انقلب على أعقابه الى درجة خطيرة تحول خلالها من أدوات لنصرة مشروع الامام الحسين (عليه السلام) الى وسيلة لقتل المشروع وصاحب المشروع .

ولذلك حاولت العقيلة زينب (عليها السلام) في خطابها امام يزيد بن معاوية أن تكشف حقيقة الجريمة الاموية بحق الامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء وفضيحة سبي بنات رسول الله (صلى الله عليه واله) مستثمرة لفرصة المواجهة المباشرة مع الطاغية يزيد لبيان انحرافه وفساده وخروجه عن الدين ، ويوضح المرجع اليعقوبي آثار المفاهيم المقلوبة على المجتمع والموقف الزينبي التصحيحي لها (وتصبح مشكلة المفاهيم المقلوبة أخطر حينما تُستغل لخداع الناس وتُجعل دليلاً على شرعية حكم أولئك الطواغيت وسلطتهم، وهذا ما نبّهت إليه العقيلة زينب (صلوات الله عليها) (أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء أنّ بنا على الله هوناً وبك عليه كرامة!! وأنّ ذلك لعظيم خطرك عنده، فمهلاً مهلاً، أنسيت قول الله عز وجل (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) (آل عمران/178)).

واستطاعت العقيلة زينب (عليها السلام) تصحيح مفهوم أخر وهو بيان ( المنتصر الحقيقي) والذي حاول بني امية ان ينسبوه ليزيد وان يوظفوه لخدمة مشروعهم التضليلي في سبيل تدجين المجتمع واستعباده من خلال بيان نصرهم العسكري على الامام الحسين (عليه السلام) كدلالة على ان يزيد هو صاحب السلطة الشرعي ، وان الامام الحسين (عليه السلام) خرج على الخليفة الشرعي وأنه قتل بسيف جده كما يزعم وعاظ السلاطين كأبن عربي وغيره ، لذلك صدحت العقيلة زينب (عليها السلام) وأماطت اللثام عن المنتصر الحقيقي وأوضحت بطلان وخسارة المعسكر الاموي وضلالته بخطابها امام الطاغية يزيد في قصره بالشام ، المرجع اليعقوبي يصف في بيان هذا الموقف الزينبي التصحيحي الشجاع (فهي (سلام الله عليها) لم تكتفِ بالإدلاء بحقيقة أنّ هذا ملكنا وسلطاننا خاصة ونحن أحقّ بالأمر من هذا الظالم المدّعي ، ولكن فضحت هذه الأساليب لخداع الناس بأنّ هؤلاء المتسلّطين هم أصحاب الحق ، ولا يزال إلى اليوم من يموّه على الناس ويكتسب شرعيته من كثرة الأتباع وشهرة العنوان وإغداق الأموال لفرض الأمر الواقع وإقناعهم بأنّ سلطته شرعية وإبعاد الحق عن أهله.

فتواجه العقيلة زينب الطاغية يزيد بالحقيقة الدامغة وبيان المنتصر الحقيقي (فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحونَّ ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترخص عنك عارها. وهل رأيُك إلاّ فند، وجمعك إلاّ بدد، يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين فالحمد لله الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة).

اما في الكوفة ، وبعد الفاجعة الاليمة في كربلاء وما بعدها من جريمة الأسر والسبي للهاشميات ، فإن العقيلة زينب (عليها السلام) تحاملت على كل جراحها ووقفت بكل ايمان وشموخ وإباء في وجه الدّعي المجرم ابن زياد لتقلنه درسا في المواجهة ، وتحبط نشوة النصر عنده وتحولها إلى شر هزيمة وفضيحة ، بعد أن استفزها متشفياً بقتل الأمام الحسين (عليها السلام) ويصف سماحة المرجع الموقف الأبي للعقيلة ( ووقفت نفس الموقف في الكوفة أمام الطاغية عبيد الله بن زياد حينما قال شامتاً : (الحمدُ لله الذي فضحكم وقتلكم وأبطل أحدوثتكم) ، فتصدت له بشجاعة وبلاغة أخذتهما من أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلة : (الحمدُ لله الذي أكرمنا بنبيّه ، وطهّرنا من الرجس تطهيرا ، إنما يُفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا يا بن مرجانة) ، وحاول (ابن زياد) أن يغطي فشله وهزيمته بمزيد من الشماتة قائلاً : (كيف رأيتِ صنع الله بأخيكِ) ، فأجابت (سلام الله عليها) : ( ما رأيتُ إلاّ جميلاً ، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتُحاجَّ وتخاصم، فانظر لمن الفلح يومئذٍ، ثكلتك أمّك يا بن مرجانة) .

بهذا المنطق العلوي الفاطمي ، جسدت العقيلة زينب (عليها السلام) جهاد التبيين وتصحيح المفاهيم التي تعرضت للتشويه والتحريف عن مضامينها الإسلامية لمقاصد دنيوية وغايات سلطوية ، وارغمت أنف ابن مرجانة أمام جنده وحاشيته ، وأعادت بوصلة النصر نحو المنتصر الحقيقي في كربلاء وهو النهضة الحسينية الخالدة والتي كان من أهم أهدافها إيقاف تشويه وتحريف الدين وإنقاذ المجتمع الإسلامي من الاستعباد المادي والمعنوي من قبل السلطة الاموية الظالمة ، ويشير المرجع اليعقوبي في كلماته إلى هذه الانتفاضة والشجاعة الزينبية في وجه الطغاة والتي هزمت الجبروت الفرعوني الاموية بسلاح الكلمة (هكذا أعادت العقيلة زينب الأمور إلى نصابها ، وبيّنت من هو المنتصر الحقيقي ، وهزمت هؤلاء الطواغيت وجيوشهم الجرّارة التي غلبت بالسيف ، لكنّها هُزِمت بالبيان والحجة الدامغة فقلبت أفراحهم أحزاناً ) ..

أن المرجع اليعقوبي يشدد في العديد من كلماته الخاصة بالنهضة الحسينية على ضرورة بيان الدور الرسالي الكبير للسيدة الحوراء في القضية الحسينية ودورها المؤثر الكبير في بيان أهداف النهضة الحسينية وتصحيح المفاهيم عنها ، حتى أصبحت صوت النهضة الحسينية ، والذي كان له ابلغ الاثر في دحض مزاعم الامويين واشاعات اعلامهم المؤثر لتشويه تلك النهضة المقدسة (إن مبادئ الإمام الحسين (عليه السلام) وأهداف حركته المباركة ما كانت لتعرف وتنتشر لولا خطب العقيلة زينب التي كانت غاية في المتانة والوضوح والحجة البالغة، فإن الإعلام الأموي كان من القوة والتأثير بدرجة تقلب الحقائق تماماً، وقد جعلوا من الحسين (عليه السلام) وأصحابه مجموعة من الخارجين على الدولة المتمردين على النظام المطالبين للشغب والفتنة فاستحقوا القتل، وهكذا تذهب دماؤهم هدراً في الصحراء حيث لا ناقل للحقيقة إلاّ الجيش الأموي الظالم المجرم )

[email protected]