منذ ان خلق الله الإنسان لم يخلو مجتمع من المجتمعات على مر العصور من عقيدة، ممكن ان تستغني أمة او جماعة من الناس من علوم تكنولوجية ولكن لا تجد أُمة تخلو من عقيدة، فمنها من اوجدت لِنفسها عقيدة تتبعها فمنهم من اخذ حجر يعبده او قبس من النار وغيرها من الامور العقائدية الاخرى.
الفكر لا يقارع إلا بالفكر، فالانحراف العقائدي الذي طغى على بعض الشعوب مما انبثق عنها مجتمعات منحرفة ظالة، عملت على تظليل الناس بِأباطيل وسلوكيات منها دس الاكاذيب في تظليل الناس وابعادهم عن جادت الطريق الصحيح.. فلا بد من مكافحة الانحرافات عن طريق العقيدة الصحيحة في اصلاح امور الأمة.
إذا أردنا أن نؤسس مجتمعاً سليماً نظيفاً تسوده العدالة والمساواه، وتحكمه الفضيلة، وتختفي منه الجريمة، وتظلله الطمأنينة، ويتعاون أفراده على كل ما فيه خيره وصلاحه ينبغي أن نؤسس مجتمع يُبنى على عقيدة صحيحة خالية من المنعطفات الاخلاقية والدينية، تكون هي الدعامة لذلك البناء، وليست العقيدة الصحيحة ضرورية لبناء المجتمع الفاضل فحسب، بل هي ضرورية كذلك لبقائه سليمًا قويًا مترابطًا، لا تفسده المغريات والفتن، ولا تفت في عضده العقبات والمعوقات.
الإسلام العظيم المتمثل بخطه الاصيل بمدرسة محمد وآلِ محمد “ع” منهج رباني متكامل، قائمة شرائعه وأحكامه على العقيدة الصحيحة التي رسمتها السماء وتدور كلها حولها، وترجع في مسيرتها إليها، ولا يمكن أن يستقيم منها تشريع أو حكم، إلا إذا كان مؤسساً على العقيدة الصحيحة، فهي التي تعطيه صفة الإلزام، وتجعله واجب الطاعة والاحترام.
الإيمان بالله وتوحيده أول ما دعا إليه الرسُل “ع”، وسيدهم على الاطلاق رسول الله “صلى الله عليه وآله” ومكث ثلاثة عشر عامًا في مكة، لا هم له إلا تأسيس العقيدة والدعوة إليها، وتثبيتها في قلوب الناس، فلما هاجر إلى المدينة، ونـزلت آيات التشريع والأحكام وجدت القلوب المؤمنة مستعدة لتقبلها والإذعان لها..فعلى هذا الأساس ربى رسول الله “صلى الله عليه وآله”مجتمعاً فاضلًا، وعلى اساس ذلك كون أُمة إسلامية استطاعت بعد ذلك أن تسود العالم، وأن تجعل كلمة الله العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.