7 أبريل، 2024 2:01 م
Search
Close this search box.

العقول المحورة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العقول تتحور بتفاعلها مع المحيط الذي تكون فيه , فالدماغ يمتلك قدرة لا محدودة من المرونة والمطاوعة وإعادة التشكيل , وحالما يتحوَّر يكون تفاعله مع الأفكار متوافقا وكيانه الجديد.
ويستقبل أفكارا غير التي كان يجتذبها من قبل , وعندها يكون سلوكه وفقا لنوع التحوير الذي أصابه.
فقد يتحور نحو الإيجابية والسلبية , فالعوامل العاطفية ودرجات القلق والإنفعال , تساهم في صناعة الآلية اللازمة لتأمين التواصل والبقاء.
وتلعب وسائل الإعلام دورها في تحوير العقول , فتدفعها لتبني الرؤى المطلوبة والموقف المرغوب.
كما أن للرموز الدينية والسياسية والثقافية تأثيرها المباشر في صياغة العقول الجمعية والمحورة اللازمة لتنفيذ إرادتها , والتمازج في كينونة تستلطف الإستعباد والذل والهوان , وتتعبد في ميادين التبعية والإستلابية.
وما يحصل في واقع بعض المجتمعات انها تتعرض لهجمات مدروسة , وغارات نفسية محسوبة بدقة , ومجربة في مختبرات إسترقاق الأمم والشعوب , فتدعمها بالأحداث المقرونة بهزات عاطفية عنيفة , تزعزع ثوابتها القيمية والفكرية والأخلاقية والروحية , وتدفع بها إلى أتون التفاعلات الخسرانية الإمحاقية المناهضة لوجودها الوطني والإنساني.
ومعظم هذه الهجمات تتخذ من الدين مطية لتنفيذ مشاريعها وتدمير أهدافها , فالإستثمار في الدين من أهم العوامل اللازمة لصناعة الطاقة الذاتية لتدمير الهدف المنشود.
وتجدنا أمام ألاعيب متطورة , وجرعات من الرسائل الوبائية التي تصيب البشر بطاعون الكراهية والحقد والإنتقام , والإنهزام , فتدفع به إلى التناطح الشرس المؤجج للعواطف والمندفع نحو النهايات المأساوية القاسية.
وتم إستعمال رموز الدين بدرجاتهم , وتأمين أوهامهم وتعزيزيها ورفدها بما يسخرها للتنازع الدامي والدمار الحامي.
فيتم تحويل الجماعات المؤهلة للإستعمال وإيهامها بما تتصور , فتغدق عليها المال والسلاح ووسائل الدعم الأخرى , فتنطلق في مشوارها العدواني على دينها ودنياها , كالمذهولة المخبولة الفائقة الإستهتار بالقيم والمعايير وتدّعي ما تدعيه.
ومن أخطر أدوات التحوير العقول وإمتلاكها , هو الإنطلاق بمفاهم مدروسة ذات تأثير وفعالية في الواقع النفسي والمعرفي عند البشر المستهدف , ومنها لعبة دولة الخلافة التي تحقق التواصل في تسخيرها لتحوير الأدمغة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ولا يوجد توصيف لها , لكنها صارت حلما خياليا يتوهم الوصول إليه من فيهم عاهات نفسية وأمراض عقلية , فيعيشون في وهم الخلافة المتصورة , وهم لا يستطيعون إطعام أنفسهم , وبناء مدنهم وقراهم , وتوفير المدارس اللائقة بأطفالهم , والرعاية الصحية اللازمة للحفاظ على قوة أبدانهم , وعافية نفوسهم.
فهل نستوعب العدوان ونتحرر من الخبل والهذيان.
وننطلق بإرادتنا السمحاء إلى ميادين ذات قيمة موضوعية وقدرة إنجازية بعيدا عن سرابات الأوهام؟!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب