22 ديسمبر، 2024 11:51 م

العقوبات الامريکية وتهديدات الحشد الشعبي

العقوبات الامريکية وتهديدات الحشد الشعبي

مع قيام البنك المركزي العراقي، بتجميد ودائع وأموال مسؤولين عراقيين صدرت بحقهم عقوبات أميركية قبل أيام، وهم ريان الكلداني ووعد قادو من قادة ميليشيات الحشد الشعبي، واثنين من المحافظين العراقيين السابقين، هما نوفل حمادي السلطان وأحمد الجبوري، مع تأکيدات بأن قائمة العقوبات الامريکية تنتظر عددا آخرا من قادة ميليشات”الحشد” ومسٶولين محسوبين على النظام الايراني، فإن الذي يبدو واضحا إن واشنطن لم تکترث لکل تلك التهديد والوعيد الحشدوي وغيره فيما لو تم إدراج عناصر لهم ضمن قائمة العقوبات الامريکية.
في سياق إطلاق تصريحات التهديد والوعيد ضد الولايات المتحدة فيما لو قامت بإدراج قادة الحشد ضمن قائمة العقوبات، إذ أن رئيس كتلة بدر النيابية، حسن الكعبي، کان قد حذر في وقت سابق الولايات المتحدة الامريكية من موقف عراقي “شديد” في حال فرضت عقوبات على قيادات الحشد الشعبي الكبار او جرمت فصائل من الحشد الشعبي، وقال الكعبي في حديث صحفي، ان “وزارة الخارجية والقائد العام للقوات المسلحة والبرلمان لابد عليهم ان يتبنوا مخاوف اصدار عقوبات بحق قادة الحشد الكبار او فصائل الحشد الشعبي والوقوف بكل قوة بوجهة الامريكان لان الحشد منظومة امنية “.واشار الى أن ” القضية ستكون مختلفة اذا اصدرت امريكا عقوبات بحق كبار قيادات الحشد الشعبي وموقف البرلمان والعراق والشعب قد يكون شديدا بهذا الاتجاه”.واكد أن ” امريكا تسعى للعب في النار لجر الحشد الشعبي الى ضربها لتكن لها حجة في اتخاذ إجراءات جديدة في هيأة الامم المتحدة ويكون العراق تحت طاولتها”، لکن لايبدو إن الامريکيين وهم ماضون قدما في إجراءاتهم بهذا الصدد کما کانوا قد أعلنوها قبل مدة وهو مايدل على جدية الموقف الامريکي من العراقيين الذين يصطفون الى جانب النظام الايراني دونما أي حساب وإعتبار لمصلحة بلادهم وشعبهم.
الازمة المستفحلة المندلعة بين واشنطن وطهران، أحد أسبابها الاذرع الطويلة للأخير في بلدان المنطقة ولاسيما في العراق والتي تريد واشنطن وبلدان المنطقة والبلدان الاوربية بوضع حد لذلك وعدم السماح لطهران کي تسرح وتمرح کما فعلت خلال عهد الرئيس الامريکي السابق اوباما، بل إن الصورة والوضع قد تغير تماما وهذا هو الامر الذي يجب على الذين يلعبون للنظام الايراني أن يفکروا بشأنه بدقة، إذ أن الذي جعلهم أصحاب سلطة ومال هو الاحتلال الامريکي للعراق وليس النظام الايراني إذ لم يکن بوسعه أن يقوم بأي شئ لولا هذا الاحتلال ولولا”أبرهة الايراني” الذي مهد للهجمة الامريکية على أفغانستان والعراق على حد سواء، وکما جعلتهم أمريکا”متنعمين” فبإمکانها أن تجعلهم على العکس تماما بل وحتى تجعلهم يتمنون لو لم ينساقوا مع النظام الايراني.