23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

النفط عطل عقل الأمة ودفع الأجيال إلى النظر في التراب والإندحار بالأجداث , وأفقدها قدرات التبصر والجد والإجتهاد , والعمل الإبداعي المعاصر الأصيل , فتحولت إلى عالة على التراب!!
الأجيال بلا عقول , والإنسان بلا قيمة ولا معنى , والحياة عبارة عن نبش بالتراب وتكالب على الأسلاب , فالنفط رزق العاطلين الذي يهينهم ويمتعهم بسوء معاش إلى يوم معلوم , ومختوم بالضياع.
القرن العشرون في حياة العرب نفطي الطباع , عدمي إستهلاكي تعجيزي , يتميز بالفساد والخراب والدمار والهدم الشديد.
فالنفط أوجد مناهج سلوكية تتقاطع ومفردات وعناصر السعي الجاد المسؤول فوق التراب , لأنه حول الإنظار نحو الآبار النفطية السوداء , وقصم ظهر وجود العرب , وأنهكم في النبش والبحث عن السراب.
وتدور العقود والدنيا تتحرك بإتجاهات الإستثمارات العقلية , ورأس مالها الإنسان , ولا يزال العرب يبحثون في التراب , وينبشون الباليات ويتوشحون بالغابرات , ويتفاخرون بالأنساب , وبالقبائل والأحساب , وكل منهم على رأسه تاج كان , ولا تجد فيهم عصاميا , فالكل عظامي الطباع والتوجهات.
وإياك أن تهز شجرة النسب التي يتكأ عليها العرب , وما هي إلا من نسيج الأوهام , وهذيانات العجز والإنهزام , فعش عظاميا , وكن ترابيا أيها العربي , فأنت في أعلى المقام!!
وعاشت ثيران النفط المجهزة للجزر في مراتع الخذلان!!
فأين أنت أيها العربي من كيف أكون لا كان؟!!