23 ديسمبر، 2024 4:59 ص

الأمة تعيش أزمة فكرية خالصة , ولهذا فأنها تاهت وتفتت وتبعثرت وما أمسكت بمنطلق رشيد يأخذها إلى مصاف السلوك الحضاري المعاصر المعبر عن جوهرها والمؤكد لرسالتها الإنسانية وقد سارت في دروب مجهولة لأكثر من قرن عسير تكالبت فيه عليها الويلات.
ومنذ إبتداء رواد النهضة بالأخذ بيد الأمة إلى آفاق العصر وحتى اليوم , تنطلق فيها حركات وتوجهات وتحزبات تناهض النهوض وتعضل النشود.
ومعظمها يصطبغ بصبغة دينية حتى أن الأكثرية ترفع شعار الإسلام هو الحل , وتعاد الكرة مرارا , وما وجدت الأمة حلا ولا وصلت إلى مخرج سليم , وإنما تنامت النواكب فيها وتأكدت الإنهيارات الأخلاقية وساد الفساد والإفساد بإسم الدين.
وما هو مطلوب اليوم أن يقف أبناء الأمة بقوة وشجاعة وجرأة متميزة لمواجهة حقيقة ويلاتها ووإكتشاف منافذ شفائها ومعافاتها من أوضار الخطوب الجسام التي يشاركون بديمومتها وتطويرها.
ولهذا فأن عليها أن تتخذ من التنوير سبيلا لإعادة كيانها وجمع أشتات إمتداده ورأب ما تصدع وعمزق فيها.
وذلك يكون بالعقل التنويري الذي يبني رؤية على الملاحظة , ويبحث ويدرس ويستنتج ويأتي بآليات عملية واقعية فاعلة في قلب الأمة وبدنها , لا أن يكون حبرا على ورق أو خطابات وتفاعلات نخبوية فارغة وأضعف من أن تغير شيئا بسيف.
وهذا العقل عليه أن يرفض التقليد الأعمى والأجوبة الجاهزة التي عطلت عقل الأمة وجمدت كاقاتها الإبداعية والإبتكارية.
وبتفاعل العقول التنويرية , يتحقق في الأمة نور النهوض والإنطق اللائق بها.
ويتوجب على أبناء الأمة مراجعة ما فيهم ودراست آليات إقترابهم من الموضوعات والحالات.
وإن طلائع العقول التنويرية أخذت تلوح في أفق أزمات الأمة!!
وقِطز الأمة لآتِ!!