19 ديسمبر، 2024 3:06 ص

العقل الاسرائيلي والعقل العربي …

العقل الاسرائيلي والعقل العربي …

أسرائيل ستطالب العراق ” 21″ مليار دولار من التعويضات ؟
تستعد أسرائيل لتقديم دعوى الى ألامم المتحدة والجهات القضائية الدولية التي تخضع اليوم للهيمنة ألامريكية وفحوى تلك الدعوة هو مطالبة الدول العربية بتعويضات عن أملاك اليهود التاريخية في المناطق العربية وتضم لائحة التعويضات الدول التالية :-
1-  المملكة العربية السعودية = 40 مليار دولار
2-  العراق = 21 مليار دولار
3-  سورية = 15 مليار دولار
4-  لبنان = 3 مليار دولار
5-  تونس = 4 مليار دولار
6-  المغرب 9 مليار دولار
وتستمر قائمة التعويضات بحيث لم تستثني دولة عربية بما فيها أمارات الخليج التي ظهرت للوجود السياسي مؤخرا ؟
وسواء كان البعض يعتبر ماتحضر له أسرائيل هو مزحة وخفة سياسية لاتجد لها أذنا صاغية ؟
أو يعتبرها البعض ألاخر هو مسعى جدي من قبل أسرائيل التي تعرف جيدا عقلية المجتمع العربي المضيع من قبل أنظمة التبعية والتي تهرول خوفا لتلبية كل مطلب أسرائيلي بدافع ألابتعاد عن المشاكل وتفادي خسرانها لمواقع السلطة وبحبوحة الثراء التي يتمتع بها أفراد ألاسر الحاكمة ظنا منهم أن أستثماراتهم في الدول ألاوربية وأمريكا تغنيهم وتغني أبناءهم وأحفاد أحفادهم , ولذلك لاحاجة لهم للمساس باليهود أينما كانوا حتى لو أحرقوا المسجد ألاقصى وهدموا حائط سليمان وأحرقوا ألانجيل والقرأن بل وحتى لو أساءوا لشخص النبي محمد “ص” كما فعلوا أخيرا ؟
والعقل العربي المشتت الذي يتحمس فيه البعض للنقمة من الدين والخلاص منه جهلا ورعونة وأمية سياسية ؟
والذي يذهب فيه البعض ألاخر الى أستمطار بركة العلمانية والركض وراء سراب الديمقراطية وشعاراتها التي أريد منها ألهاء المجتمع العربي من خلال ماسمي بمجموعة المثقفين الذين أوحوا لهم أستبدال ألاسلام بالقومية العربية وهي فكرة تبشيرية تزعمتها فرنسا التي جعلتها شعارات الحرية تعتقل المفكر الفرنسي روجية غارودي وتمنع كتبه لآنه هاجم الفكر الصهيوني ؟
ونتيجة دعوى ألاستبدال تلك ظهر حزب البعث العربي ألاشتراكي الذي لم ير العرب منه أي أشتراكية سوى ألاستحواذ على المال العام من قبل من جاءوا للسلطة بأسمه وبشعاراته , ولم يذق الشعب العربي معنى الحرية , وأنما وجد الشباب العربي في الدول التي حكم فيها حزب البعث مزيدا من السجون ومزيدا من القهر ؟
ولم تشهد البلدان التي ظهر فيها حزب البعث أو حكم من الوحدة شيئا لا على مستوى ألاسرة ولا القبيلة ولا الدولة , بل وجد أستعارا وأشتعالا للفرقة والخصومة على مستوى ألافراد وألاصدقاء وألاسرة والقبيلة والدولة , والعراق مثالا على ذلك ؟
وأتذكر أني قلت لآحد أعضاء القيادة القومية لحزب البعث العربي ألاشتراكي وهو من تونس وعاش في بغداد “15” سنة وقد ظهر معي على قناة العالم الفضائية في بيروت قبيل سقوط صدام حسين وعصابته الذين قدموا العراق على طبق من ذهب للاحتلال ألامريكي , ومن سوء تفكير البعض لازالوا يعتقدون بالقائد الضرورة ولا زالوا يتهمون ألاخرين دون صدام وعصابته بأحتلال العراق , جاعلين من ألاخطاء الفردية التي روجت للاحتلال بمقام القرارات الحكومية الخاطئة لزمرة صدام حسين والتي بعثرت جهود العراق بحروب عبثية وحركات صبيانية بهلوانية لايخدع فيها ألا السذج من الناس مثل رمي صواريخ طائشة على أسرائيل لم تحقق شيئا حتى يقال أن صدام حسين حارب أسرائيل زورا وبهتانا وهو عميلهم وأول من تدرب على أيديهم بعد مشاركته بمحاولة أغتيال عبد الكريم قاسم , ومركز شرطة الدقية في القاهرة لازال يحتفظ بملف المعاكسات ألاخلاقية التي سجلت على صدام حسين عندما كان مرتبطا بالمخابرات ألامريكية من خلال جورج بوش ألاب , ومن هنا كتبت الصحف ألامريكية عام 1969 عن صدام حسين وهي تنشر صوره قائلة : سيكون لهذا الشاب مستقبلا في العراق ؟
أضطررت لذكر شيئا من تاريخنا الملوث بمراهقة وصبيانية وجهالة البعض منا , والمرصود جيدا من قبل العقل الصهيوني الذي قال يوما شامتا بنا : ” لم يتفق العرب ألا على صوت أم كلثوم” ؟
وسأذكر الواقعة التالية التي تكشف ضحالة ومحدودية مايفكر به البعض منا , يقابله بعد نظر ألاسرائيليين وكيف أستطاعوا أختراق العقل العربي ثم المجتمع العربي ثم أنظمة الحكم في الوطن العربي
كنت في السنة الماضية مدعوا لآلقاء محاضرة في ألامسيات الرمضانية التي تقيمها غرفة تجارة الحلة , وكانت بعض فقرات البرنامج لاتعكس وعيا لابالمناسبة الرمضانية وأهميتها الكونية ولا تعكس حرصا على الحصانة الوطنية وهويتها المهددة بمخاطر كثيرة لعل مايجري في أقليم كردستان يمثل نموذجا للتهديد المستمر للهوية الوطنية العراقية , وماتقوم به بعض أحزاب السلطة هو ألاخر يمثل تهديدا مشتركا مع التهديد ألاول , وما أثار أستغرابي في تلك ألامسية الرمضانية قيام أحد المشاركين وقد كتب مشاركته على الورق وهو يتحدث عن أملاك اليهود في الحلة ؟
ومما أثار أستغرابي أكثر أنه لم يعترض أحد من الحضور على ذلك ألاستعراض المجاني الذي لامبرر له لمزاعم ” أملاك اليهود في مدينة الحلة ” والكل من عاصر تلك الفترة يعلم جيدا أن اليهود في الحلة باعوا بيوتهم ومحلاتهم وسافروا مخيرين وتركوا العراق ليلتحقوا بأسرائيل ؟
وقد عاتبت ألاخ المهندس صادق فيحان المعموري رئيس غرفة تجارة الحلة على تلك الكلمة التي تهيج ألاطماع ألاسرائيلية علينا  والمهندس صادق فيحان المعموري هو  شخصية وطنية ومن أولى ضحايا ألارهاب في الحلة حيث أستشهدت زوجته وأطفاله وأصيب هو بحروق شديدة ظل يعاني منها أشهرا .
واليوم عندما تتحضر أسرائيل لمطالبة الدول العربية بتعويضات ومنها مطالبة العراق بتعويضات قدرها “21” مليار دولار تكون قد طبقت مقولة ” سبق السيف العدل ” لآنها عرفت عقلية الحاكمين في المنطقة العربية , وهذه تسريبات مجلس النواب العراقي عن المطالبة بتعويضات للعراق عن ضربها لمفاعل تموز الذري في عام 1981 والتي لم تثبت لها أي مصداقية عمليا مثلها مثل قضية ميناء مبارك والحدود العراقية الكويتية وحقول نفط العمارة التي أصبح بعضها بقدرة قادر مشتركا بيننا وبين أيران وقضية تجفيف ألانهر العراقية القادمة من أيران وقضية فتح البزول المالحة على شط العرب وأهوار العراق , كلها تمثل كسل وتراخي وعدم مصداقية من يمثل العراق يقابلها تخطيط وجدية بعيدة المدى من قبل أسرائيل وكل من يبخس حقوق العراق ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات