25 نوفمبر، 2024 9:40 ص
Search
Close this search box.

العقل ألانتخابي والهوى ألانتخابي في العراق

العقل ألانتخابي والهوى ألانتخابي في العراق

أنتهت ألانتخابات العراقية , وستكون نتائجها لصالح الهوى على حساب العقل , فهل هذا الذي ينقذ العراق مما فيه ؟
لقد كانت الدعاية ألانتخابية مجزرة للعقل ومسرحا للهوى الذي أستجمع كل شياطين  الغواية والتدليس , يتساوى في ذلك مدعي التدين بلا مصداق , ومنتسب العلمانية بلا أدراك

وقبل ذلك كانت الترشيحات ألانتخابية للاحزاب والكتل توحي بغلبة الهوى وتغييب العقل , وهذه الظاهرة تختصر محنة العراق مع ألارهاب الذي يستجمع طيش الهوى من شيشان وأفغان وتونسيين وليبيين وسعوديين ضيعوا بوصلة الهدى المستجمع لآعمدة الثقافة القرأنية في ” ألاصطفاء ” و ” الذرية الصالحة ” و ” العصمة ” و ” ألامامة ” و ” التقية ” و ” الشفاعة ” و ” الغيب ” و ” البداء ” و ” النسخ ” و ” الصحبة ” و ” وزوجات ألانبياء ” .

ومثلما ضيع ألارهابيون التكفيريون بوصلة الثقافة القرأنية التي تنتج عقلا مؤهلا لقيادة البشرية بالتسامح والرحمة والمودة , فظهروا قتلة بدائيين همجيين يرفعون شعارات لايعرفون مضامينها ولا يستطيعون تحقيق مصاديقها لآنهم عانقوا الهوى على طريقة صويحبات الهوى : 

نحن بنات طارق

نمشي على النمارق

أن تقبلوا نعانق

أن تدبروا نفارق ؟

وظل لحن الهوى يعشعش في قلوب سوداء سكنها الحقد وطفحت منها الكراهية التي صنعت مأسي التاريخ .

بينما ظلت بوصلة الهدى تنتج عقلا يقول :

نحن أفصح

وأنصح

وأصبح

وهذا هو العقل القيادي الذي دعا اليه تلميذ رسول الله “ص” ألامام علي بن أبي طالب “ع” والذي يستجمع الفصاحة بلسانها الذي يكون خلف قلبها المفعم بألايمان ثم يستجمع النصيحة للناس كل الناس ” ألانسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في ألخلق  ” ثم يستجمع الوسامة بأعتبارها شاهد على سايكولوجية الصورة بمنظرها ومشهدها لآنها أستكمال للمشهد الكوني الطافح بالجمال ذي المعاني الروحية :” يؤم في الجماعة أقرأهم فأن تساوى أثنان فأعلمهم فأن تساوى أثنان فأفقههم فأن تساوى أثنان فأصبحهم ” .

أن المتتبع  للآنتخابات العراقية يرى بوضوح غياب العقل ألانتخابي الذي يتصف بمايلي :-

1-            تروي

2-            تأمل

3-            فهم

4-            أدراك

5-             وضع الشيئ في محله

وعند غياب هذه الخصائص الخمس , رأينا  الفوضى في كل من :-

1-            الترشيح لعناصر غير كفوءة

2-            الدعاية ألانتخابية

3-            الشعارات

والدعاية ألانتخابية كانت مسرفة في مال لايعرف مصدره , ولم يصل الى المستحقين وهم فقراء الشعب العراقي .

كان العقل حاضرا في خطابات المرجعية عبر منابر الجمعة والجماعة التي شخصت المواصفات وأشارت الى أهل الفكر وأصحاب التاريخ النظيف , وهؤلاء وأن كانوا قلة , ألا أن بعضهم كان موجودا وأراد أن يرسم صورة للعقل المتأمل في ملكوت السماء , فكانت محاضرات تجعل من السامع فردا ملتصقا بمشاكل شعبه وأمته والبشرية أجمع .

وأذا كان ألاعلام لم يواكب ذلك الحضور ألايجابي للعقل المفكر وهو يصنع جمهوره بصدق النوايا وأخلاص العمل فأن أعلام السماء يعوض هؤلاء القلة المثابرة بصمت  بمزيد من البركة التي تجعل منهم حضورا لايمل سامعه ولا ينكره من حضره .

وسيظل أعلام المادة والكسب الدنيوي لايلوي على شيئ حتى يأتي الله بأمره , وأمر الله هو الغالب , عرفت ذلك عاد وثمود وقوم صالح ولوط , وستعرفه أمم وشعوب اليوم وما تسونامي اليابان ببعيد , وسيعرفه أهل المستقبل حتى يقروا بأن مشروع ألانتظار للمهدي  “عج ” لم يكن خرافة وأنما هو عين اليقين .

والذين غيبوا العقل وأتبعوا الهوى في ألانتخابات العراقية أمامهم متسع من الفرصة لتلافي الخطأ وتصحيح المسار بأتجاه بوصلة السماء وهي أمل ورجاء لمن كان له قلب وألقى السمع وهو شهيد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات