9 أبريل، 2024 3:22 ص
Search
Close this search box.

العقلانية كمنهج .. ونظرية .. وتطبيق..؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

يُقصد بكلمة العقل: الحِجروالنُهى ضد الحُمق ،.والعقل يحكم بوجوب العدل وكمال منزلته من دون ان يكون هناك ملة او دين . كما يحكم بالظلم وبقبح الأنانية دون معايير..؟ وهذا أمرمركوز في جبلة الانسان العاقل التي فُطرَ على التمييز بين الخير والشر، النافع والضار، الحق والباطل ، فهل ينكر العقل والعقلاء حسن الصدق، وقبح الكذب؟ وهل ينكرون حسن الامانة ، وقبح الخيانة ؟ وهل هم بحاجة الى من يرشدهم الى هذا أو ذاك كما يقول :((صاحب كتاب الفلسفة والاعتزال ص83).حتى قيل ان العقلَ مضطر لقبول الحق : على حد قول الامام الشافعي (رض) قولاً وصدقاً، (كتاب الرسالة)

…..فأين حقنا..اذن ؟ يا أهل العقل ….والدين؟

سيبقى العقل والحق صنوان لا يفترقان ، واعمال العقل في القرآن فرض عين مُلزم ولكن دون تطبيق..؟ فحتى مرجعيات الدين يأسنا منها بعد ان تغلب عليها النعاس. وهذا يعني أننا لابد ان نعمل بعقولنا لا بقلوبنا ، لذا كان هذا الدعاء:”اللهم أجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه”. قرآنا النص منذ 1400 سنة ولم نرَ تطبيقا ًله لا عند الحاكم، ولا عند حتى رجال الدين …اذن ما فائدة ان نذكره ونردده في كل موقف ..؟ .

لم ترد كلمة العقل في القرآن مفردة وأنما جاءت على هيئة الجمع من الكلمة في (49 ) مرة، وعلى سبيل المثال،يقول القرآن الكريم:”آتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون، البقرة 44″،ومثلها كثير….

.ولكن من يعترف بما جاء به القانون والدين …الحاكم لاهي بالملهيات والقصور،ورجل الدين يعمل على تغليف كل باطل بغلاف الدين ..؟؟

ويقول الامام علي (ع) : ( العقل هو الحكمة).ولقد ربط بين العقل والعدل في

نظرية المصلحة حين قال:”لم يُخلق الخَلق عبثاً على وجه يخلوا من الحكمة،ولم يتركه متخبطاً في معمياته ، لذا فاللطف بعباده يلزم عليه عقلا، أذ لاسبيل الى الامتثال بأوامره ونواهيه الا بالعقل( أنظرنهج البلاغة- نظرية المصلحة) “.لقد كتب الامام نهج البلاغة وهو احسن من الذين كتبوا الف منهج مدرسي وجامعي..فكم منا قرأ النهج ؟

ان المسئولية الاخلاقية في الدين هي للعقل لا للحواس الأخرى ، حين يقول (ع) :(ليست الرؤية مع الابصار ، فقد تكذب العيون أهلها لكن العقل لا يغش من

2

أستنصحه).فهل من المعقول ان من يدعون بنظرية الامام هذا فعل عقلهم ودينهم في حكم الدولة والمواطنين..اليوم؟ أم أنهم بلا عقل ودين ..؟

وفي نظرية الحسن والقبح تقول الاشاعرة:( ان الحُسن والقُبح تابعان لأمر الشرع وحُكمهِ. فالشرع مثبت وليس مخبر،ولا يوجد شيء حَسِن او قبيح بذاته..لا أدري عن أي شرع يتكلمون الأشاعرة..وهل في الاسلام شرع وشرعية.. ؟ أم أحكام ونواهي ،وأين المسلم منها..؟لأن اياتها حدية لا تقبل النكوص بها ؟ اذن لماذ الخيانة؟. فالواجبات كلها سَمعية ،والعقل لا يوجب شيئاً ولا يقتضي تحسيناً ولا تقبيحاً،(الملل والنحل ج1ص101) ..فلماذا لا يطبقون..؟ اذن هم لا يؤمنون..؟

لقد اصبح استخدام الذهن استخداماً منظما ،عملية حضارية حين اصبح التفكير عنصرا اساسيا وفعالا في توجيه الانسان وصنع الحضارة ،واصبح التفكير هو الهدف الاساسي في حياة الانسان .فالحق ان حياتنا التي نعيشها اليوم تصرفنا عن التفكيربشكل عقلي منظم لظروف قاهرة فرضها الواقع المعاش احياناً ، وبعيدة عن ارادتنا أحياناً أخرى .

وليس في الدنيا اخطر من العيش بدون تفكير.

وتقف الغريزة ( العاطفة) الى جانب العقل عند الانسان . ان اخطرما يواجه الانسان هو الصراع بين الغريزة والعقل،لكن الغريزة دوما هي الاقوى ، لانها مركبة في الطبع،ألم تكن طباعنا كلها غريزة..لماذا لم يستطع الدين أصلاحها ان كان فعالا في المؤمنين ؟ في حين ان العقل مكتسب ،وهنا اذا ما تغلبت الغريزة على العقل تسوق الانسان الى المهالك والانحراف الخطير كالاجرام والعدوان على الناس والاموال والاعراض والتفرقة بين الناس . فتنقل الدولة الى خراب….

كما نرى اليوم في دولة العراقيين..

قيادات الشعوب بحاجة الى الوعي الحضاري ،والوعي الحضاري، ما هو الا نتيجة للعقل كما عند الغربيين،فهم محتاجون لعقول ناضجة مدربة وكلنا محتاج لتدريب عقلة على المحاسن والتفكير المنظم والا سقط الجميع في وحل الهزيمة والانكساركما نحن فيهما الان.

فليس كل من تعلم يمكن ان يكون حاكما أو مسئولاً ،لان الحكم له شروطه ومزاياه التي حددتها الدساتير والقوانين في نظرية الاستقامة الكلية(السراط المستقيم) التي لازالت بعيدة عن التفسير العلمي في مناهجنا الدراسية في المدرسة والجامعة،لذا لم نتعلمها بعد، فمثلاً ليس من حق الحاكم ان يستعين بالمفضول بوجود الافضل في السلطة وأداراتها وتحت اية ظروف ملزمة ..لأن ذلك مفسدة للمجتمع والقانون .

3

ان اغلب مسئولينا اليوم هم بحاجة الى النزعة العقلية في حكم الدولة وليست النزعة الغريزية والطائفية والنرجسية التي خربوا بها بلادهم ومستقبل أجيالهم..معتقدين أنهم أصبحوا أغنياء – عمر المال ما صنع مصير- فالمال السائب يفقد أخلاق الرجال ،أين من حكامنا السابقين …؟

لذا فنحن بحاجة ماسة الى النصح والارشاد وألزامية القانون والدستور،لان الكل امام القانون سواء، وهذا ما هو متبع الان في الدول العالمية المتقدمة والمتحضرة الراعية لشئون اوطانها وشعوبها والملتزمة بالقانون والدستور.,

وهم مطالبون ايضا بأن يكون الجزاء للعاملين بالدولة على قدر المواهب والجهد المبذول ومستوى ذلك الجهد من الدقة وعدمها ونصيب العلم والخبرة في العمل ، وان تكون للانسان حرية التصرف والتنفيذ،على ان يكون آمنا على نفسه وماله وثمرة أتعابه كل ذلك مكفول بنص القانون والعرف الاخلاقي للجماعة وبذلك يكونوا قد كسبوا المعرفة والعلم والالتزام في النهاية.

نحن ندعو دوما الى ادخال الدراسات الفلسفية والتوجهات العقلية والسايكولوجية في مناهجنا الدراسية الجامعية اليوم على وجه الخصوص المبنية على العلم والتجربة ، والابتعاد عن المناهج الغيبية التي فرضتها علينا مؤسسة الدين لتضع عقول الناشئة في الدوائر المغلقة التي تلغي الزمان والمكان وتسقط العقل والتاريخ والمنطق لرغبة سلفية هاربة من مواجهة تحديات العصر الحديث والتي لم تستطع تقديم الحلول لمشاكل مجتمعاتها المعاصرة منذ1400 سنة والى اليوم ،فهل نبقى ننتظر الغائب المنتظر ..واذا كنا كذلك لماذا تعاونا مع المحتل لتدمير الوطن ..المفروض ان ننتظره قبل التعامل مع التخريب ..؟ أسئلوا صاحب نظرية الولي الفقيه ..؟.

نحن بحاجة اليوم الى:

الحرية الحقيقية ..قبل رغيف الخبز.. وبناء الحارس قبل الخندق والسور وسيطرات المرتشين…بناء المعلم قبل المدرسة والمعهد… بناء الأم قبل بناء الأسرة.. بناء القدوة من العلماء قبل بناء مراكز البحوث وتجار الدين…ان تاريخكم اليوم أيها الحاكمون ..ليس الا دائرة شريرة…لا زلتم تدورون فيها..وكلما أكملتم الطواف فيها بدأتم من جديد…نحن نحذركم من الأغترار بالدنيا والجاه والسلطان..ونؤكد لكم ان الزمان لا جديد فيه الا للحق والعرفان..؟

فبناء البشر…أهم من بناء الحجر..؟ أليس كذلك..؟

4

..؟ويبقى السؤال المهم هو : هل تملك الكتل البرلمانية الباطلة صاحبة اللجان الاقتصادية السارقة لاموال الناس والوطن،والاحزاب المتنافسة على السلطة والمال ..مشروعا للدولة..؟ نقول للذين يريدون الانتخابات والسلطة أملا بالعودة ..أصحوا ايها النائمون..على الزمن ،فالزمن تغير اليوم..قلا تبقون تأملون ما حصل عليه المحاصرون

في خضراء الدمن..أخبركم وانا صادق فيما أقول..أنهم نادمون أشد الندم بعد ان اصبحوا متهمين امام الله والناس …وبعد ان باعو الوطن بالخيانة.. وباعوا الحقوق بالمال..أما شبعتم من السحت الحرام..أم أغرتكم الدنيا بالتجميل والتخميل …؟.

ثقوا ان الندم لا ينفع على فراش الموت النادمين ..فماذا سيكتب التاريخ عنكم غداً…أتقوا الله في شعب العراق الذي ظلمتموه أيها الحاكمون ….وأرجعتموه الف سنة الى الوراء بعد ان حققتكم هدف الأخرين…هناك خلف الحدود في تفكيك النسيج الاجتماعي العراقي ، وأحللتم فيه ما لا يقبل من التخريف..وصبغتم حياته بالاحزان الدائمة وآلاعيب رجال الدين .أحزنكم الله في أغلى ما تملكون..؟ تعقلوا…والا ستكون هذه المرة صيحة الخالق الكريم فيكم ..كما قالها في السابقين:..(وثمودا فما أبقى)..؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب