23 ديسمبر، 2024 7:25 ص

العقد الجديد ..ودروب السلامة والندامة و ” الصد مارد ” !

العقد الجديد ..ودروب السلامة والندامة و ” الصد مارد ” !

قبل كل هذه الاختناقات والانسدادات والاستعصاءات ومانتج عنها من ازمات ، كانت الاصوات التي تنادي بعقد جديد تتيح متبنياته تفكيك أي ازمة مهما بلغت تعقيداتها ، كانت تجابه بحملات مسعورة واتهامات التخوين الجاهزة ، حتى اوصلت البلاد الى هذا الدرك من العقد والازمات والحلول العليلة ،التي كانت تذهب بكل بساطة الى قشور الازمات وليس الى محتواها !
الكثير من بنود العقد الاجتماعي الحالي (الدستور)، الذي كتب على عجالة بظروف غير طبيعية عام 2005 ، لم تعد صالحة للحياة ، بل انها لم تكن صالحة للحياة منذ أن مررت على الشعب العراقي بضغط الظروف والمخاوف من الحاضر والمستقبل من قوى لاتفهم من العمل السياسي غير السلطة ومفاهيمها ، فأضاعت مفهوم الدولة وآليات بنائها القائمة على مبدأ العدالة الاجتماعية ، وهو مبدأ الانطلاق نحو نموذج الدولة المتحضرة .
في الثاني عشر من تموز الحالي غرّد زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر مؤكداً ما قاله منذ ان اصبح لاعباً في العملية السياسية ” اقترحنا منذ دخولنا للعملية السياسية صياغة عقد وطني جديد تكتبه إرادة العراقيين بعيداً عن تدخلات الخارج بكل صورها.عقد وعهد يحفظ سيادة العراق ويضمن حياةً كريمةً للعراقيين، فالنظام السياسي الذي خطته سرف الدبابات فشل بل تسبب في كل المآسي التي تعيشها البلاد” .
وهو اعتراف صريح من ان دستوراً يتيح للخاسر ان يعطّل عملية سياسية بتفسيرات الكتلة الاكبر والثلث المعطل ، ينبغي ان تجري مراجعته ليكون متطابقا مع المعايير الديمقراطية بعيدا عن سياسات المحاصصة التي اودت بنا الى مانحن عليه من شلل وازمات خانقة وضاغطة على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
والتغريدة ذهبت الى حدود وضع الاصبع على الجرح فهي دعوة لصياغة عقد يعبر عن ارادة العراقيين بعيداً عن تدخلات الخارج بكل صورها.عقد وعهد يحفظ سيادة العراق ويضمن حياةً كريمةً للعراقيين.
وهذا هو المحتوى الجوهري لأي عقد قادر على الحياة ” ضمان حياة كريمة للعراقيين ”
وكرر الخنجر قناعته هذه بعد انتهاء مهرجان صلاة الجمعة التي دعا اليها السيد الصدر في الخامس عشر من تموز ، بالقول ، ” مشهدٌ إيمانيٌ مباركٌ ورائع، شكرا لسماحة السيد مقتدى الصدر على رسائله الوطنية الصادقة إلى شعب العراق عموماً وإلى المحافظات المحررة ومعاناتها بشكل خاص. فرصة أخرى يجب أن تستثمرها القوى السياسية نحو خريطة طريق لتشكيل حكومة قوية تحارب الفساد والإرهاب، وتعيد للوطن هيبته”.
والسؤال :
هل العقد الحالي قادر، وفق المعطيات السياسية الحالية ،على انتاج حكومة قوية تحارب الفساد والارهاب وتعيد للوطن هيبته ؟
يقول رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ” العملية السياسية بحاجة الى عقد جديد تتبنى فيه القوى الوطنية معالجة الاخطاء والخطايا بعيداً عن اوهام وعقد ” المؤامرة الكونية ” التي يعيشها البعض “.
فكرة الذهاب الى اصل المشكلة والازمة ليس خياراً سنياً ، فالكرد يرغبون بمعالجة الغام الدستور باكثر من تصريح للرئيس مسعود بارزاني والسيد الصدر بما يمثله من الطيف الشيعي ، للانصاف اكثريته، يذهب الى هذا الخيار ، لذلك طرح الرجل مشروع التغيير في فكرة الكتلة الاكبر التي فتح فضاءاتها على بقية المكونات بكل شجاعة فيما يتمترس الآخرون خلف نص العقد الذي انتج المحاصصة وماتبعها مما ماشهدته البلاد .
الوضع يبدو الآن اشد تعقيداً من بعض التصورات الساذجة من ان الحل باختيار رئيس جمهورية وتكليف رئيس وزراء وتوزيع مغانم السلطة . ونقولها بوضوح ان السير في طرق اثبتت الحياة والوقائع فشلها يعني اننا نسير في درب ” الصد مارد ” ، او ان نسير بـ ” درب السلامة ” واتجاهاته معروفة أو نواصل السير في ” درب الندامة ” كما في الحكاية البغدادية الشعبية !
والله الساتر !!
ر