23 ديسمبر، 2024 1:28 ص

يقول الشاعر أودونيس بما معناه , في البداية كنت أرسل ما أكتبه بإسمي الحقيقي , لكنه لا يُنشر , وذات يوم قرأت أودونيس فعجبني الإسم وأرسلت ما كتبته موقعا به , فنُشِر ودعتني الصحيفة لمقابلة المحرر ورئيس التحرير , فتعجبت ومضيت أستعمل الإسم!!
وبعض الكتاب إستعملوا أسماءً مستعارة فانتشرت كتاباتهم في الصحف ووسائل الإعلام المتنوعة , وما أن كتبوا بأسمائهم الحقيقية حتى إنحسر إنتشارهم وصار ما يكتبونه يواجَه بالعدوانية.
والكثير من القراء لا يعنيهم عنوان المقال وما فيه من رؤى وأفكار بقدر ما يهمهم الإسم!!
“أنا أقرأ للإسم”!!
بعض الأسماء منفّرة , وبعضها جذابة , وفقا لما يعتري القارئ من تصورات وضلالات وخرافات.
وتلعب الطائفية والمذهبية وغيرها من ثقافات الفرقة والشقاق وإشاعة الكراهية والبغضاء , الدور الأكبر في صناعة التخندق العدواني ما بين أبناء الأمة.
وتجدنا اليوم نتعاطى سموما متنوعة نحتسيها ونموت بها , ولا يعنينا ما تتسبب به , بقدر ما قد تعودنا على مذاقها , وتحورت مداركنا ومشاعرنا لتتوافق معها , فهذا الإسم ممجوج , وذاك الإسم مقبول ومبهوج.
فالقارئ يطارد أسماءَ , ولا يبحث عن فكرة ذات قيمة وقدرة على صناعة الحياة.
وهذا التوجه تؤازره السلوكيات المكررة الفاعلة في الواقع والتي تتخذ من الدين تجارة , ومن رموزه وسائط لتأمين الغايات المستترة , وتأكيد الإستعباد التام للبشر الذي عليه أن يكون مرهونا في حظائر القطيع , الخانع المعطل العقل المؤجج العواطف والإنفعالات , والمسيّر كالروبوت لتحقيق مآرب الطامعين فيه.
وبما أن الإسم هو الفاعل فينا والمحدد لخطواتنا , والراسم لتصوراتنا ورؤانا , فأن الكلام عن الحرية أيا كانت , نوع من الهذيان والتصريح بالبهتان , لأن الحرية في جوهرها حرية العقل.
فهل نحن أحرار عقل أم عبيد نفوس مدنسة بالخزعبلات والأضاليل والنهج الرجيم؟!!