لم تكن هذه التسمية (الحشد الشعبي) لتُطلق على قوات شعبية جماهيرية لولا الحاجة الكبيرة لها ولولا انطلاقتها عبر المؤسسة المرجعية العليا في العراق بعد ان تكالبت قوى الشر على العراق وبدأ اللاعبون في المنطقة العربية يلعبون على المكشوف بادخالهم وتمريرهم للارهابيين والتكفيريين من القاعدة والدواعش وبدعم تسليحي ومالي غير محدود من قبل دولتين رئيسيتين السعودية وقطر كما اشارت الى ذلك الكثير من التقارير وبعض الدول العربية الاخرى التي شاركت بشكل غير واضح أو معلن كما هاتين الدولتين اضافة الى الغطاء والدعم السياسي الخفي من قبل دول كبرى من خلال الاسرائيليين فكانت سيطرة التنظيمات الارهابية على ثلث مساحة العراق وبذلك أصبحت الحاجة الى أولئك الرجال الذين اندفعوا أسرابا بشرية تملأ وجدانهم روح القتال والدفاع عن التراب العراقي وأعراض العراقيين ، في وقت لم يعد ينفع لمثل تلك المهمة جيشا نظاميا او قوة عسكرية كلاسيكية كما هو الحاصل في قواعد الدفاع عن الدول وحدودها وسيادتها.
كان لابد من أن يكون في مقدمة المدافعين عن العراق في مثل هكذا ظرف حرج أصحاب ارادة وعقيدة مستميتة تتسلح بفتوى جهادية نابعة من عقيدة الاسلام اضافة الى الشيمة والنخوة العراقية المتأصلة في نفوس من هبّ ضمن خطوط الدفاع الاولى عن العراق وأوقف المد الارهابي في مناطق محدودة ليبدأ بقظمه شيئا فشيئا حتى انتهاء آخر ارهابي مجرم دنست قدماه أرض العراق.
2/4
لم تكن ولن تكون دوافع هؤلاء أصحاب الغيرة والناموس العراقي القتل والترهيب والتهجير والتعسّف على الآمنين من أهالي المناطق المغتصبة إنهم مُحرِرون، إنهم وطنيون، إنهم ابناء العراق، إنهم من الشعب والى الشعب، إنهم تربية آبائهم وروحهم العراقية التي غذتهم مفردة التضحية والفداء في أن يموت دفاعا عن طفل أو إمرأة حرة أو شيخ كبير وان كان بعيدا عنه في الجغرافيا، ربما الكثير من هؤلاء الشباب والرجال القاهرون للارهاب لم تطأ أقدامهم تلك المناطق في المحافظات الغربية من العراق ويصلوا اليها لأول مرة ولكنهم وصلوها بدافع الغيرة والاستجابة لصرخة الام العراقية والاخت التي حشّمت اخوتها فكان لهم ما أرادوا لنجدتهم فتلاحمت الارادات والقيم الاجتماعية والنخوة العراقية بين ابناء الجنوب وابناء المناطق الغربية وابناء المناطق الشمالية فتزاحمت أكتافهم كتفا الى كتف وتشابكت سواعدهم مسلمين ومسيحيين وايزيديين ، سنّة وشيعة، عربا وأكراد وتركمانا كلهم في هم واحد هو تخليص العراق من سرطان الارهاب الذي دعمته تلك الدول في المنطقة وراحت بعد ذلك في صناعة اللوبيات الصهيونية والعالمية من اجل أن تكون تقارير المنظمات الدولية في صياغاتها تصب في مصلحة أجنداتهم ومشاريعهم التي تغتال البسمة من حياة الناس البسطاءومثل ذلك منظمة العفو الدولية التي أصدرت تقريرها الاخير بعد دخول القوات العراقية الاتحادية الى كركوك والمناطق المتنازع عليها لتنفر فيه سمّا زعافا وهي تطلق عبارات الاجرام والقتل العشوائي ومصطلحات من قبيل التهجير للأهالي الأمنين ، وكل ذلك الهجوم يخص أبناء الحشد الشعبي دونا عن غيرهم بعد أن قطع هذا الحشد أيادي الارهابين التي تنوب عن الدول الداعمة لها ما دفع جميع اللوبيات بالعمل على اخراج تقرير منظمة العفو الدولية بتلك اللهجة التي تجافي الحقيقة والواقع على الارض حيث اشار التقرير الى أن هناك ((أدلة جديدة على إجبار عشرات
3/4
الآلاف على الفرار من طوز خورماتو وسط هجمات عشوائية وعمليات نهب وسلب وإحراق للمنازل)) من أين توصلوا الى تلك المعلومات !؟ إنها من أناس فروا من المدينة ثم حاولوا العودة اليها ونحن نعلم جيدا ان الكثير من العوائل الكردية التي تم توطينها واسكانها في تلك المناطق المتنازع عليها من اجل تغيير المعادلة السكانية واعتبار تلك المناطق كردية بحتة وبالتأكيد هؤلاء عندما يغادروا المدينة ولا يستطيعون العودة اليها لأنهم كما يبدو في الاعم الاغلب هي ليست مناطق سكناهم الاصلية وربما قد يكون هناك بعض الاكراد اصلهم من تلك المناطق وقد هرب بعضهم نتيجة السياسات التي مورست من قبل بعض قوات الاسايش والبيشمركة في محاولة السيطرة القسرية على طوزخورماتو وغيرها .
حيث تصف العفو الدولية قول الاشخاص بطريقة قطع اليقين في أحاديث الناس من الاخوة الكرد: ((وصف أشخاص بقوا في المدينة، وكذلك آخرون فروا منها ثم حاولوا العودة إليها، كيف أن قوات الحكومة العراقية، وكذلك أعضاء في قوات” الحشد الشعبي”، ومقاتلون ومدنيون من التركمان، شاركوا جميعاً في عمليات واسعة النطاق لإحراق بيوت المدنيين ونهبها وهدمها))
أما حديثهم الى التركمان من طوز خورماتوا ففيه نظر وتشكيك وليس قطع اليقين
((ذكر أهالي طوز خورماتو أن الأسلحة المستخدمة في المناطق المأهولة بالسكان شملت مدافع الهاون وقذائف “الآر بي جيه” ومدافع “الدوشكا” الرشاشة الثقيلة وبنادق كلاشنيكوف الهجومية. ولم يتمكن المدنيون الذين قابلتهم منظمة العفو الدولية من تحديد ما إذا كانت الهجمات التي استهدفتهم قد شنت من قبل القوات الكردية أو قوات الحكومة العراقية؛ بيد أن الهجمات العشوائية، وفي عدة حالات
4/4
وثقتها منظمة العفو، استهدفت حشوداً من الأهالي الأكراد أثناء فرارهم من المدينة)) ما يعني التشكيك بتلك الرواية والتصديق بالرواية الاخرى.
أتمنى على العاملين والباحثين في منظمة العفو الدولية ان يكونوا على قدر المسؤولية أمام الكلمة والحقيقة والتاريخ فلا يظلموا الشعوب المستضعفة ويكونوا خاضعين لأجندات بعض الدول التي تصرف أموال النفط على بؤر الارهاب والاجرام العالمي لأن الارهاب سيطال الجميع بكل تأكيد وقد وصل الى الكثير من الدول التي تنعم بالأمن والاستقرار.