9 أبريل، 2024 6:36 ص
Search
Close this search box.

العطاء المعرفي والتربوي في فكر الشهيد محمد الصدر

Facebook
Twitter
LinkedIn

من خلال ما صدر من الشهيد محمد الصدر(قدس) من مؤلفات ومحاضرات وخُطب ودروس…الخ هناك أمرٌ في غاية الأهمية كامن في كل تلك الإصدارات!!!!
وهذا الأمر يمكن تلخيصه في جانبين:
الجانب الأول: العطاء العلمي وتحريرالعقل وتعميق المعرفة الى درجة تحمّل المسؤولية وعدم الإكتفاء بالأمور السطحية وقد عبّر السيد محمد الصدر(قدس) في أحد دروسه((أنا لا أريد حوزة ضحلة))..
وأيضا قال في مقدمة أحد مؤلفاته ما مضمونه ((إن مؤلفاتي ليست جرائد يعني إنها تحتاج الى التفكّر والتدبّر والقراءة الواعية المركّزة المتعمّقة بمعنى إن الذي يتوقع من هذه المؤلفات أن يقرأها كما يقرأ الصحف والجرائد سوف لن يحصل على شيء)) …
آخذين بنظر الإعتبار أنه(قدس سره) قد تصدى لتركة ضخمة من الجهل!!!.

الجانب الثاني: كان أسلوب طرح المعلومة والفكرة أسلوبا تربوياً ومنهجياً بمعنى أنه يتدرج مع القارئ لرفع مستواه العقلي والنقدي لكي يكون مؤهلاً للبحوث الأخرى بل وقراءة نفس البحث قراءة جديدة وفق التحسن الذي طرأ على القارئ نفسه وهذا ما يشهد عليه وجدان كل من قرأ مؤلفات الشهيد محمد الصدر(قدس)..
وقد يتعّمد السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) وبصورة غير مباشرة في إعطاء المعلومة التي في الأغلب يحتاجها القارئ إن لم يكن بأمس الحاجة إليها!!!
والسر في ذلك هو الحفاظ على الموضوع الأساسي وعدم الإنجرار نحو الإستطرادات الجانبية وهو قدس سره أعطى لنا حلاً وعلاجاً لهذه المعضلة عن طريق إعطاء المعلومة بصورة غير مباشرة مع المحافظة على الموضوع الرئيسي .
إن الملاحظ في هذين الجانبين (التعمق في الطرح والأسلوب التربوي) هو انه ليس كل مفكّر أو مؤلّف له القدرة على التوفيق بين هذين الجانبين!!!
بل إن المؤلفين إما أن تكون مؤلفاتهم بسيطة واضحة بمستوى لغة الجرائد!!!!
وأما أن تكون مؤلفاتهم معمّقة لايفهمها إلا القليل ممن صرف عشرات السنين من عمره في تحصيل تلك المقدمات والعلوم!!!..
إن السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) بأسلوبه إستطاع أن يُوجد حلقة الوصل بين الإرتقاء بالفرد نحو التكامل المعرفي من خلال العمق الفكري في الطرح وبنفس الوقت إستطاع أن يتخذ أسلوبا أشبه بدرجات السُلّم التي يرتقيها القارئ وصولاً الى تكامل معرفي للقارئ كل بحسبه وإستحقاقه…
إن مؤلفات السيد محمد الصدر(قدس) ودروسه تتكفل للباحث والدارس بناء عقلٍ مفكّر وذهن خلّاق وقد إزدهرت الحركة الفكرية والثقافية بسبب عطاء السيد محمد الصدر(قدس) بالرغم من إفتقار العراق للمؤسسات البحثية والعلمية خصوصاً أيام النظام البائد..
والنصيحة الأكيدة لطلبة الحوزة والجامعات والمعاهد والكليات هي الإهتمام بمؤلفات السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) لأن فكر الشهيد محمد الصدر(قدس) يضمن لهم النجاح في طلب العلم..
ويضمن لهم ما هو الأهم من ذلك وهو الهداية والنجاة في الدنيا والآخرة وسيندم كل وفّقه الله الى معرفة السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) سوف يندم على تلك الأيام التي مضت دون أن ينهل من معين محمد الصدر.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب