23 ديسمبر، 2024 6:09 ص

العصف الذهني ( جزء 2)

العصف الذهني ( جزء 2)

ما هي استراتيجية العصف الذهني What is a brainstorming strategy
العصف الذهني هو استراتيجية تُستخدم لاستخراج والاستفادة من عدد من الأفكار في موضوع معين أو للمساعدة في حل مشكلة معينة؛ وهذه الاستراتيجية موجودة منذ أكثر من 70 عامًا ولا تزال تستخدم حتى اليوم لإشراك الطلاب في حل مجموعة من المشكلات، وتطبق استراتيجية العصف الذهني في الصف مع مجموعات صغيرة من الطلاب أو مع الصف كاملًا بطريقة مباشرة، حيث إنّ العصف الذهني يساعد على تعزيز مهارات التفكير، عندما يُطلب من الطلاب التفكير في كل الأمور المتعلقة بموضوع محدد، وتكمن أهمية جلسة العصف الذهني أيضًا قبل بدء المعلمين بمفهوم أو موضوع جديد حيث ستوفر لهم قدرًا كبيرًا من المعلومات فيما يتعلّق بما قد يعرفه الطالب أو لا يعرفه؛ ومن مميزات استراتيجية العصف الذهني أنّه لا يوجد هناك إجابات خاطئة وإنما يتمُّ الحصول على أكبر عدد ممكن من الأفكار ثمَّ تسجل كل الأفكار، ليتمَّ تجميع الأفكار المناسبة للموضوع، وفي كثير من الأحيان يعدُّ العصف الذهنيّ استراتيجية ممتازة تستخدم في الفصل الدراسي الكامل المتكامل للاستفادة من المعرفة السابقة ولمنح جميع الطلاب فرصة للتعبير عن أفكارهم والقضاء على الخوف من الفشل والقضاء على الخوف من المغامرة لابداء الرأي، وبالإضافة إلى احترام الجميع لبعضهم البعض. قواعد تطبيق استراتيجية العصف الذهني تختلف الاستراتيجيات ولكن هناك قواعد عامة يجب اتباعها عند تطوير جلسات العصف الذهني، إذ بعد تقديم الموضوع أو المشكلة، يتمُّ تقسيم الطلاب في مجموعات لتبادل الأفكار التي يمكن أن تحلَّ المشكلة، وتتمُّ مناقشة هذه الأفكار بعد انتهاء جلسة العصف الذهنيّ، عادة بعد فترة زمنية محددة، إذ يتمُّ عرض كل فكرة ومناقشتها، وبعدها يتمُّ التخلّص من بعض الأفكار، وثم يتمُّ ترتيب قائمة نهائية للاستخدام المحتمل كحل للمشكلة، ومن المهم التخطيط لجلسة العصف الذهني قبل تنفيذها في الصف أو أيّ مكان تعقد فيه عملية العصف الذهني، فبعدما تمَّ التعرف على ما هي استراتيجية العصف الذهني فإنَّ تطبيق استراتيجية العصف الذهني تفتقر إلى القيود، لكن النجاح في الوصول إلى الهدف المرجو يعتمد على شخص يعمل كميسر ومراعاة قواعد محددة، وهي كالآتي: تحديد الفترة الزمنية المناسبة لمناقشة الموضوع أو المشكلة التي تتراوح بين ١٥-٦٠ دقيقة. البدء بالمناقشة بالموضوع ويجب على الأعضاء التعامل معه بشكل واضح والبقاء في صلب الموضوع. لا ينبغي لأيّ أحد أن يكون سلبيًا وناقدًا اتجاه أيّ نقطة، بل تحليل جميع النقاط والمشاركة في النقاش بها. تشجيع الجميع على ابداء رأيه وأفكاره، وتشجيع الأفكار الغريبة طالما أنها تخدم الموضوع. البناء على أفكار الآخرين، إذ إنّها عملية ربط حيث يتوسع الأعضاء بمفاهيم الآخرين ويصلون إلى رؤى جديدة، مما يسمح لهذه الأفكار بإطلاق أفكارهم الخاصة. الاستعانة بالرسومات التخطيطية والخرائط المفاهيمية لإنّها تُساعد على جلب الأفكار ومساعدة الآخرين على رؤية الأشياء بطرق مختلفة. القيام بعملية الفرز والغربلة للأفكار.

قواعد وآداب جلسات العصف الذهني الاربعة للحصول على أفضل النتائج
Rules And Ethics of Hour Brainstorming Sessions to Get the Best Results:

اولا – تأجيل الأحكام المسبقة أو منعها (إرجاء التقييم)
لا يسمح بنقد الأفكار أو الحكم عليها إلى أن تكتمل جلسة العصف الذهني و تسجل كل الأفكار و لو كان بعضها ساذجاً أو شاذاً ، فبدلاً من صرف الطاقة الدماغية الثمينة في نقد الأفكار المولدة يتم الاحتفاظ بها في توليد الأفكار و الحلول و إنتاجها.. فالأفكار التي تبدو للوهلة الأولى غير صالحة يمكن أن تكون في بعض الأحيان ذات فائدة عظيمة عند تعديلها، اي (ألا نعتمد التقييم أو النقد الذي من شأنه أن يؤخر أو يفشل سير العصف الذهنى فيولد الخجل والخوف من اطلاق الأفكار)
إن تعليق الأحكام سيشجع الآخرين على مشاركة أفكارك الخاصة، و قد وجد في بعض الأحيان أن الأفكار النهائية تكون قريبة للسطح عند تعليق أو كبح لجام الأحكام.
ثانيا – تشجيع الأفكار الجديدة والمغالية (إطلاق حرية التفكير)
كما أنه بالإمكان ترويض الفرس الجموح فإن الأفكار الجامحة أو الشاذة يمكن توليفها وتهذيبها بشكل أيسر من إنتاج فكرة صالحة للوهلة الأولى.
لا توجد أفكار سخيفة أو مضحكة جداً، بل توجد أفكار يمكن الضحك معها لا عليها، وجلسات العصف الذهني تحتم علينا دائماً أن نسجل أي أفكار غريبة أو غير مألوفة، بل و نغالي فيها ونمنع الصدام معها أو تسفيههااي (: أن يبنى ” العصف الذهني ” على حرية التفكير فلا يوجد حدود للحل فقد يكون تخيليا أو مهما يكون فكل ذلك هو من سمات التفكير الابداعي الضروري والأساسي لنجاح العصف الذهني)
إن الأفكار الغريبة تسهم بشكل أفضل في إثارة أسلوب جديد في التفكير، ومن السهل ترويضها لصالح الأفكار الأصلية، إذ إن الأفكار الأصلية تحفز بمثل هذه الأفكار.
ثالثا – تشييد البناء على أفكار الآخرين:-
أن نكون مستمعين رائعين أمر محمود، وأن نستخدم أفكار الآخرين للبناء عليها واكتشاف الأفكار الرائعة فذلك شرط مطلوب.
فالأفكار ستترابط مع بعضها البعض، فالجمع بينها سيضيف أفكاراً زائدة لكل فكرة، كما أنه سيحفز الآخرين لطرح أفكارهم الملهمة.
إن كل فكرة موضوعة في جلسة العصف الذهني لا بد أن يكون لها مبدأ و مفهوم تستند إليه، وعدم الاستفادة من هذه الفكرة أو تلك قد يفوت علينا فرصاً و يهدر أوقاتاً في سبيل الوصول إلى أفكار أصلية، فكما أن الأفكار الغريبة يمكن تحويلها إلى حلول صالحة فإنه في الغالب يكون تبني أفكار الآخرين أسهل من توليد فكرة أصلية تامة.
اي (: جميع الأفكار المطروحة هي للجميع بحيث يجوز استخدام أي فكرة وتطويرها دون أخذ رأي أي شخص ولو كان صاحب الفكرة .)

رابعا – الكم مقدم على الكيف والنوع (الكم قبل الكيف)
إن جلسة العصف الذهني تعتمد بالدرجة الأولى على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار، ومن هذه الأفكار المولدة ستكون هناك فرصة كبيرة للوصول إلى الأفكار الرائعة. ومهمتنا هنا أن نتعود اصطياد كل الأفكار في غير تفضيل أو وصف، وجمع أكبر قدر منها، فالانسياب المتدفق للأفكار يقلل الرغبة في التقويم، ويساعد على فقد كوابح الأفكار، و قد قيل إن الأفكار الرائعة تأتي مع القوائم الكبيرة للأفكار المولدة، والكم يولد الكيف و النوع، اي (الاهتمام بعدد الأفكار أي نهتم بالكم قبل الكيف فكل ما يهم بداية أن نحصل على العدد الكبير من الأفكار ومن ثم تحليلها .)

عناصر نجاح عملية العصف الذهني
Elements of The Success Of The Brainstorming Process:
لا بد من التأكيد على عناصر نجاح عملية العصف الذهني وتتلخص في الآتي :
1 ـ وضوح المشكلة مدار البحث لدى المشاركين وقائد النشاط مدار البحث .
2 ـ وضوح مبادئ ، وقواعد العمل والتقيد بها من قبل الجميع ، بحيث يأخذ كل مشارك دوره في طرح الأفكار دون تعليق ، أو تجريح من أحد .
3 ـ خبرة قائد النشاط ، أو المعلم ، وقناعته بقيمة أسلوب العصف الذهني كأحد الاتجاهات المعرفية في حفز الإبداع .
عوائق ” العصف الذهني ” :
1 – عوائق إدراكية : تتمثل بأن يتبنى الشخص طريقة واحدة من التفكير ثابتة دون أن تتغير أي لا يعتمد التفكير المرن المتجدد , والأخذ بمظاهر الأشياء دون محتواها .
2 – العوائق النفسية : أهمها الخوف من الفشل و مع ترسخ هذا العائق في أذهاننا يتولد لدينا الخوف حتى من المحاولة أو التفكير بها .
3 – عوائق تتعلق بشعور الشخص بأنه من الضروري والمفروض عليه أن يحذو حذو الآخرين في التفكير متبعاً نفس الجهة او الناحية في التفكير دون التطرق لأي شيء جديد .
4- عوائق تتعلق بالتسليم الأعمى لكل ما تم افتراضه .
5 – عوائق تتعلق بالخوف من اتهامات الآخرين لأفكارنا بالسخافة .