من أخطر ما يواجهه العرب والمسلمين هو هيمنة العصابات المعممة على الدولة , لأنها ستقترف أبشع الجرائم المتخيلة واللامتخيلة بحق الإنسانية , وتبرر ذلك بمنطلقات دينية وفتاوى تجيز لها التكفير والتدمير , ومصادرة حق الحياة من أي مخلوق لا يتوافق ومنطلقاتها الدوغماتية السيئة النكراء.
العصابات المعممة من أخطر العصابات التي يمكنها أن تمارس الجرائم والمآثم والخطايا بدم بارد وبقناعة عقائدية فتاكة , وعندما تنتفي الحكومات وتكون هي اللاعب الأكبر في ساحة الحياة , فاقرأ على ذلك البلد والدولة والشعب ألف سلام وسلام.
وعبر التأريخ عندما تقترن العقائد الدينية والحزبية بالسلطة , فأن ما تقوم به يكون وحشيا ومأساويا على جميع المستويات , فكل ما هو عقائدي يتسبب بالدموية والجرائم البشعة ضد الإنسانية.
وفي بعض الدول والمجتمعات التي سمحت للعمائم أن تستبيح حرمات حياتها , وتتأسد على مسارح السلطة والحكم , أصبح القتل المروع سلوك يومي وتفاعل عادي , وسط شلل الحكومات والقوى الأمنية والعسكرية , لأنها تخشى على مصيرها , وأنها تحت التهديد الذي يعني القتل والخطف والترويع الفظيع.
فلا مانع أمام العصابات المعممة من إرتكاب أية جريمة مهما كانت كبيرة وغريبة , لأن عقائدها السوداء تبرر لها أعمال الخراب والدمار , وإمتهان الآخر وتحويله إلى بضاعة ورقم وشيئ لا قيمة له ولا معنى , ومن واجب هذه العصابات المقدس والمؤزر بفتاوى ذوي النفوس السيئة , أن تقتل وبلا هوادة كل مَن يعترض على إرادتها ويخالف رأيها من الناس أجمعين.
وعليه فأن هذه المجتمعات ستغطس في حمامات دم قاسية وستفقد مئات الآلاف من أبنائها وبناتها , وستتواصل العمائم المؤيدة بقوى ذات مصالح وأجندات بهيمنتها على الواقع المرير , ولن يكون هناك فرج محسوب بعقود , وإنما هي معادلات قرون وقرون , ويُخشى أن تتواصل الحالة الظلامية بعمر ما حصل في أوربا في القرون الوسطى البشعة التصرفات , ذلك أن السلوك البشري متشابه , وأن آليات التداعيات تكاد تكون واحدة.
فهل من دين قويم , وقدرة على الخروج من أنفاق الشيطان الرجيم؟!
فلماذا يقتل المسلم المسلم بإسم الدين؟!!
ولماذا العمائم صارت تدين بأمّارة السوء التي فيها؟!!