23 ديسمبر، 2024 11:37 ص

أخطر ما يواجهه العرب والمسلمون هو هيمنة العصابات المعممة على الدولة , لأنها ستقترف أبشع الجرائم المتخيلة واللامتخيلة بحق الإنسانية , وتبرر ذلك بمنطلقات دينية وفتاوى تجيز لها التكفير والتدمير , ومصادرة حق الحياة من أي مخلوق لا يتوافق ومنطلقاتها الدوغماتية.
العصابات المعممة يمكنها أن تمارس أفظع الجرائم والمآثم والخطايا بدم بارد وبقناعة عقائدية فتاكة , وعندما تنتفي الحكومات وتكون هي اللاعب الأكبر في ساحة الحياة فاقرأ على ذلك البلد والدولة والشعب ألف سلام وسلام.
وعبر التأريخ عندما تقترن العقائد الدينية والحزبية بالسلوك المنحرف الذي يعبر عنها وفقا لتأويلات أصحابها , فأن ما تقوم به سيكون وحشيا ومأساويا على جميع المستويات , ولهذا فكل ما هو عقائدي يتسبب بالدموية والجرائم البشعة ضد الإنسانية.
وفي بعض الدول والمجتمعات التي سمحت للعمائم أن تستبيح حرمات حياتها , وتتأسد على مسارح السلطة والحكم , وتشتري الدنيا بدينها الذي جعلته بضاعة تجارية , أصبح القتل المروع سلوك يومي وتفاعل عادي , وسط شلل الحكومات والقوى الأمنية والعسكرية , لأنها تخشى على مصيرها , فهي تحت التهديد الذي يعني القتل والخطف والترويع الفظيع.
فلا مانع أمام العصابات المعممة من إرتكاب أية جريمة مهما كانت كبيرة وغريبة , لأن في عقائدها ستجد ما يبرر لها أعمال الخراب والدمار وإمتهان الآخر , وتحويله إلى بضاعة ورقم وشيئ لا قيمة له ولا معنى , ومن واجب هذه العصابات المقدس والمؤزر بفتاوى ذوي النفوس السيئة , أن تقتل وبلا هوادة مَن يعترض على إرادتها ويخالف رأيها من الناس أجمعين.
وعليه فأن هذه المجتمعات ستغطس في حمامات دم قاسية وتفقد عشرات الآلاف من أبنائها وبناتها , وستتواصل العمائم المؤيَّدَة بقوى ذات مصالح وأجندات بهيمنتها على الواقع المرير , ولن يكون هناك فرج محسوب بعقود وإنما هي معادلات قرون وقرون , ويُخشى أن تتواصل الحالة الظلامية بعمر ما حصل لأوربا في القرون الوسطى البشعة التصرفات , ذلك أن السلوك البشري متشابه , وآليات التداعيات تكاد تكون واحدة.
فهل من دين قويم , وقدرة على الخروج من أنفاق الشيطان الرجيم؟!
فلماذا يقتل المسلم المسلم بإسم الدين؟!!
ولماذا العمائم صارت تدين بأمّارات السوء التي فيها؟!!