9 نوفمبر، 2024 7:52 م
Search
Close this search box.

العشيرة والعقيدة. مصادر اعتزاز لأُمة العرب

العشيرة والعقيدة. مصادر اعتزاز لأُمة العرب

نختلف كثيرا احيانا في وجهات النظر فيما بيننا حول امور تمس حياة الشخص وحريته.. قسم منها له علاقة بالدين والنسب وهذه الاختلافات في هذه المسائل هي امور شخصية جدا والمفروض بنا الابتعاد عنها في كل مجالسنا سواء العامة او الخاصة لأننا سوف نقع في واقع الذم والتجريح لكرامة وكبرياء هؤلاء الاشخاص بدون ان نعرف ونشعر بذلك…
اننا في العراق خاصة وفي عموم الوطني العربي وبعد الاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003  والتغييرات التي حصلت بعدها في عموم الاقطار العربية بدأنا نسمع بالمذهبية والقومية اكثر من العهود السابقة التي تعودنا العيش معها.. لأننا كنا نميل الى الجانب الوطني والجانب القومي الشمولي ولم نميز الاشياء  بيننا على اساس قومي او نعرة طائفيّة..
كل الاديان والقوميات والمذاهب كانت موجوده وجميعها يعيش، تحت خيمة واحدة هي خيمة العراق الكبير.. والجميع متساوون بالحقوق والواجبات يحكمهم قانون دولة واحد ولافرق بين المسيء والصالح سواء كان من هنا او هناك لان الدولة والشعب كان شعارهم الاول والاخير ثابت ويعرفه الجميع…(( الدين لله والوطن للجميع  )).. نعم كان العراقيون يعيشون وكأنهم عائلة واحدة وكل المذاهب والقوميات لها طقوسها الخاصة ولكن بشرط ان تكون غير مخالفة لرأي النظام السياسي الحاكم…
اليوم جميعنا يتفاخر بمذهبه الديني وبنسبه القبلي وانتماءه للعشيرة لأننا نعتبر ان العشيرة هي الترابط والتفاخر الدنيوي بين المخلوق والمخلوق.. يقابلها تفاخرنا وانتمائنا المطلق للمذهب والدين لأننا نحمل عقائد مختلفة وكلا منا يعتبر ان العقيدة هي التلاحم والترابط بين الخالق والمخلوق… ومن هذا المنطلق لا يمكن لاي انسان ان يستطيع تغيير افكار شخص ملتزم بعقيدة مذهبية او دينية معينة الى عقيدة اخرى يؤمن بها هو شخصيا.. وبالشطر الثاني للموضوع فانه من غير الممكن المساس لنا بعشيرة او قبيلة اي شخص من مبدا الانانية او الكراهية او الحقد الطائفي لان الانتماء العشائري اصبح مصدر اعتزاز وتفاخر  للجميع  من ناحيه الانساب….
ان موضوع التزام كل شخص بعقيدته اليوم اصبح موضوع يأخذ حيزاً كبيرا في مجتمعنا العراقي ونجد هناك  اختلاف بين الناس وربما هذا الاختلاف نابع من مبدا الايمان المطلق للشخص المقابل بعقيدته والافضل بالجميع الابتعاد عن التجريح والتشهير بالغير مهما كانت اديانهم وعقائدهم ومذاهبهم ومهما كانت انتماءاتهم القبلية او العشائرية لان الاديان السماوية جميعها نزلت من مصدر تشريعي واحد والجميع غايتهم واحدة وهي ارضاء وعبادة الله الواحد الاحد ولكن اختلاف طريقة العبادة وطريقة الدعاء بين المذاهب والاديان ونتيجة لدس السم بالعسل من بعض الاطراف المعادية لأبناء الوطن الواحد والتي استخدموا فيها الطائفية المقيتة كسلاح فتاك لتفرقة كل ابناء المجتمع الواحد حتى يستطيعوا احكام السيطرة على مقدراته الطبيعية بإسم القومية او الدين والمذهب…
فلنراجع انفسنا جميعا وخاصة ان اغلب العراقيين اليوم تجد فيما بينهم صلة الارحام وتجمعهم عشيرة او قبيلة واحدة وهم مختلفون بالمذهب والقومية.. فاين الضرر اذا اختلفت الآراء بأداء الواجبات الدينية ولماذا ننظر دوما من زاوية مظلمة واحدة وهي زاوية لماذا هكذا ونبقى نكفر بعضنا البعض وكأننا نعيش مع بعضنا منذ عشرة سنين فقط ونتناسى اننا هنا منذ اكثر من الف سنة نعيش اخوة متحابين في وطن واحد نعيش بمحبة وسلام ونأكل  من رغيف واحد ونشرب من نفس المياه فاين المستجد يا اولي الالباب… لماذا نتوحد عندما يحتاج بعضنا للبعض من ناحية العلم والشهادة والحياة العملية ونختلف عن كيفية تأدية واجباتنا تجاه الخالق وجميعنا يعبد رب واحد وهو من يعرف النيات لكلا منا…
نعم لابد لنا جميعا ان نعتز بأدياننا ومذاهبنا وقبائلنا لأنها مصدر قوة وتشريع ثابت يساعد على تطبيق كل قوانينا الحياتية بصورة صحيحة..
والله ولي السداد والتوفيق..

أحدث المقالات

أحدث المقالات