نظرة خاطفة على لوحة الجامعة الداخلية ، تعطيك تفسيرا مقبولا عن عجز الجامعة في الاجابة عن سؤال النهضة والتغيير والتجدد ، وفلسفة التحديث ومغادرة مظاهر الركود والتخلف والسكون العربي ، وهذا العجز يؤشر الى معطيات عدة سنحاول التهميش عليها وتحديد الازمة التي افضت الى اغتيال الجامعة ، وتعطيل عدتها الفكرية ، وتحجيم مخرجاتها العلمية ، وقدرتها على التاثير في الشارع ، ومحاولة الارتقاء به الى مصاف التقدم ،واخفاقها في المشاركة الفاعلة في ادارة الحياة الاقتصادية ، وبث الرؤى والاجتماعية وضبط التوازن السياسي ، وطرح المشروع البديل في سبك الهوية الوطنية واعادة ترميم الذات العراقية وغيرها من القيم التي تدخل في صلب وظيفة الجامعة المنتجة ، ان التخلي عن القيام بهذه الرسالة تؤكد التالي ، سيطرة الاحزاب السياسية والمساعي الدائمة للاستحواذ على المؤسسة التعليمية ، بالاضافة الى سيادة الرتابة في الدرس وقدم المنهج في مواكبة تيارت الانبعاث والحداثة ، هذا فضلا عن وهذا الاهم دخول العادات والتقاليد والعرف القبلي الى عمق الجامعة وتحول الاساتذة والطلاب الى رجال عشائر بدل ان يكونوا رجال معرفة يحملون الهم الثقافي وفلسفة التحول الايجابي ، والانخراط في المنظومة القبلية والانطلاق منها بوصفها قيم تراكمية في عمق الفرد ، والتماهي معها بمقابل التنازل عن مكاسب الشهادة الجامعية والاعتراف بقيمتها المعنوية الى جانب فائدتها في تقديم الخدمات الى المجتمع .ان تفشي هذه الظاهرة جاء اولا من فشل الاستاذ الجامعي بقيادة الصف وادارة الطلبة بما ينسجم مع وظيفة الجامعة الرامية الى تخرج طلبة يدركون معني التجديد الاجتماعي ، والسعي الى تاسيس انساق معرفية تضم الطلبة والاساتذة في مناقشات عملية وسجال فكري جدلي حول الظواهر العامه ، لاشك العجز هذا حولت الجامعات العراقية الى ديوان عشائري باهت تتناول فيه قضايا القبلية بمباركة من اساتذة فاقدين لرسالتهم ودورهم في صناعة الجيل الجديد ، اشكالية بهذا الحجم تدل على المستوى الضحل الذي انحدرت له الجامعة مع كادر تدريسي يعاني من نقص صريح في دوره ومهمته داخل الحرم الجامعي في ، وقت تلح الظروف المحدقة، في خلق جيل واع مثقف وعارف بسلوكياته وصيانه معارفة وعلومة ازاء جميع الافكار ودخولها في بودقة الصناعه الفلسفية لحماية المجتمع .
سيادة العشائرية كموروث ميت وعاطل يمهد الطريق امام المزج ودمج العشائرية بالدين الشعبي ليتحول الى سلوك حاضر بقوة في الوسط الجامعي الذي يسبح في الضحالة والتخلف والجهل “المقدس” ، وهنا انتهى مصنع انتاج الفكر والابتكار ورعاية مشروع الاختراع كجزء من وظيفة الجامعة هذا فضلا عن رسالتها في تقديم اجابات متماسكة وعميقة عن ازمة الوعي والثقافي . وبالابمكان تلخيص المعالجات..
1- اعادة انتاج الجامعه بوصفها مصدرة للفكر لامستهلكة كما هو الحال.
٢- التركيز على الفقر المعرفي لدى الاستاذ الجامعي وسبل تعزيز الوعي عن طريق فتح ورش العمل والدورات..
٣ التاكيد على وظيفة الجامعة في تحقيق النهضة وتهيئة قاعدة الافكار السليمة..
٤ – الوقوف عند لحظة ضياع الطالب الجامعي نتيجة عوزه الثقافي والعلمي وتحويله الى رجل قبيلة .
5- سبل مواجهة الافكار المتطرفة الدينية والقبلية واصدار قانون يحرم ويجرم اقامة اي عزاء ديني وفصل الجامعة عن هذه الممارسات.
6- العمل على تفعيل ” لذة القراءة” عبر مهرجات تعزز ذلك .
7- احياء دور الجامعات في بث التنوير مقارنة بالحاضر ..
بهذا الواقع يمكن المراهنة في السباق الثقافي العالمي بشان طرح الافكار القيمة ومحاصرة جميع سلبات هذه الافكار العشائرية البليدة التي وجدت لها اطار وحماية وشرعنه من الاحزاب ورجال الدين والقبيلة ما خلف ثقلفة ارتكاسية غير قابلة للانتاج الانساني.