لم تكتف العديد من العشائر بدورها المتراجع عن الثوابت الوطنية و الاجتماعية المتمثل بتشجيع الدگات العشائرية ، وتنمية روح الانتقام وزيادة النزاعات البينية، او المبالغة في الفصول او تجاوز القانون والاصول ، او ما تقوم به بعض العشائر من دور يساعد على تهريب النفط او تهريب المخدرات وتقديم الحماية لمن يقع بيد القوات الامنية ، فقد راحت اليوم تتجاوز على الاستحقاقات الوطنية الانتخابية ، وهذه طامة كبرى ، فقد قييد شيخ العشيرة اليوم تابعيه بانتخاب من يحدده من المرشحين ، وهدد آخر بحرمان ابن عشيرته من واجباتها ، وهدد بالتخلي عن الفصول والديات وما الى ذلك من امتيازات ، ومنهم من سحب البطاقة الانتخابية من ابن العشيرة الفلانية ، للتحكم بمخرجات العملية الديمقراطية .
ان جنوح الاحزاب عن جادة الثوابت الانتخابية دفعها نحو ابتداع وسائل وطرق ملتوية للوصول إلى الناخب ، ودفعت بالعشائر والقبائل للولوج الى هذا الفضاء الوطني بروح نقابية واضاف سلبية جديدة الى تلك السلبيات السياسية ، ولكن هذه المرة سلبية تتعدى النطاق العشائري الى رحاب الوطن والتلاعب بمصيره من خلال تسخير الولاءات القبلية لتدوير الوجوه القديمة او اختيار من لا يملك الاهلية او الكفاءة السياسية والادارية ، وهنا نعود الى المربعات الاؤلى والاتيان بدورات انتخابية تلحق بسابقاتها ، كما وان النائب في هذه الحالة سيكون رهن ارادة الشيخ ونزواته القبلية ، او محددا بمصالح العشيرة ومطالباتها النقابية ، وهنا مكمن الخطر ، إذا سيتحول النائب من نائب عن عموم الشعب الى نائب للقبيلة والنخب ، أي انتخابات تلك التي تقرر مصيرها العشائر ، واي حكومة تلك ، التي يستوزر فيها من هو مهيأ لذلك الدور السياسي الجائر ،