23 ديسمبر، 2024 12:06 م

ما زلت اذكر النخلة التي غرسها ابي في صباه …غرسها في ارض مرتفعة فوق حافة النهر…ولما كان الماء لا يرقى اليها ،ويسقيها ،ويرويها ،حين يشتد ظماءها …فقد الى على نفسه ،ان يسقيها ،ويرويها، ويسد عطشها ،بقفة …طلاها بالقاردوما ،لصيانتها،وحفظها ، من التمزق والتلف، فكانت من اثاره ،ويؤرخ تاريخها ويذكرها،بالمدح ، والثناء عليها ،وعلى خدماتها الجليلة …لم تعد في زمني نخلة واحدة !بل اصبحت اما لسبع فسيلات …كبرت هذه الفساىل ،حتى صارت كامهاتهن ،وصرن مثلها،تؤتي اكلها في كل عام ،رطبا ،جنيا…ونبتت من حولهن ،فساىل ،واحراشا ،…وصار لا يمكن الوصول للنخلة الام وما معها ؛من اين ؟ولاكيف ا لوصول اليها…وصرنا نسمي الام وبناتهاوفساىلها ،واحراشها ،وندعوها ب”العش “….كانت ظلال العش وارفة ،صباحا،وظهيرة ،وعصرا، …نحتمي بها عند سقوط المطر،لا بل ازدادت نفعا ،حيث نخفي  بعض اشياىنا بامان …كانت بستاننا تلك تبعد عن قريتنا مسافة كيلو مترين ، لذا فهي ملاذنا ،وقوتنا ،ونزهتنا !! وفي ايام المطاردات ،كنت اتوسد اصل النخلة الام…فهي تخفيني تماما؛وتحميني من الحيواتات الضارية ليلا …وقد جعلت من جذرها،بمساحته الصغيرة ،مخزنااضع فيه ذخيرتي الفاىضة…وكنت اجلس فيه هادىا ،هازىا ،من المطاردين …فلا يراني احد ،وانال منهم متى اشاء ،بل كانوا لا يجرؤون على تفتيش هذا العش ؛ فمن يتورط ،ويزحف على بطنه ، من خلال فرجة صغيرة ،للوصول الى نخلتنا ؟! وحينما جاءت الجرافات ،وجرفت اشجار المنطقة،لم تستطع سوى اسقاط بعض تلك النخلات ، المجورات للنخلة (العش) فبقيت الام ومن معها ، ندعو لها بالخير،وتدعو لنا بالسلام . كان بعض اعواني ياتون للجلوس معي تحت افياء العش،نذكر ،ونتذاكر،ونفتخربتلك الايام ،ونعدد بطولاتنا ،ونشيد ببطولاتنا ونكابر بتضحيات اخواننا …وقد سالني احدهم (احمد) قاىلا: -اراك لست راضيا عما حصل ؟! -نعم ! – ولماذا ؟! -ولماذا ؟! اارضى باحتلال وطني ؟! -ومن يخلصنا ،ومن سينقذنا اذا ؟! -كانك فقدت ثقتك بالشعب -لتقول لنا هذا !!ءالسنا شعبا اصيلا؟! -اجل،ولكن التغيير بانفسناكان اشبه بالمستحيل،ولقد جاء التغيير على طبق من ذهب -بالامريكان!!،  قل جاءنا على طبق من الفتنة والسرقة ! -ولماذا ؟ -لان،الشعب قد صار مع او ضد الاحتلال وقاطعنا صديقنا (مصطفى ) الذي كان يدخن كثيراقاىلا: -لو كان اكلو مواىد الفضلات الاجنبية تظافروا معنا بدلا من خيانتنا ،في لندن وبيروت ، لما صرنا هكذا !! وتملل (علي )مخاطبا: – ولكن الذي صار قد صار ،وعلينا القبول بالامر الواقع ،فعسى،ولعل:- -يا اخي ،هذه نظرة قصيرة،فقد البس الوطني ثوب العمالة ؛وارتدى الخونة ثوب الاصالة؛هذا هو الواقع !! وبينما نحن في حديثنا ! اذا بالرصاص يلعلع في كل الارجاء،قمنا نحو النخلة الام ،لذنا بها وماان كان الترقب يشدنا اليه اذا بصديقنا (فارس) (الشاب الذي دمر اربع دبابات دون تدريب انذاك )لاىذا بنا يقول:- -انهم يلاحقوننا ! -الم انصحك بالصبر؟ -اتهم يقتلوننا ،لم نعد الى وظاىفنا،لم نحد  عملانعيش به ،يريدون القضاء علي طموحنا ،اجانب وعملاء …لن اسكت ابدا -الست مثلك،ولكن يكفيني عدم مشاركتي لعبهم ؛كن نقيا يا(فارس) !-انت قلت ان اكلي مواىد الفضلات الاجنبية قد استحوذوا على كل شيء !وكانهم عباد مك مون ،ونحن جهلة رعاع ،لا ننفع بشيء الا بالانضواء تحت اكفان احزابهم التي خنقوها بايديهم -واضاف (مصطفى): -المسالة ،مسالة مناصب ومرتبات ضخمة ورشوة وسرقة اموال الشعب؛ونحن لا نملك غطاء نتدثر به ،هل كنا سعداء في الزمن السابق ؟! لماذا ثارت اربع عشرة محافظة ،ولم يكن لهم نصيب فيها ؛انهم يستعملوننا ومقابرنا الجماعية كورقة دعايةفقط !!! -صبرا يا اخوتي حقا ؛لقد لوثوا ماضيهم بحاضرهم وللاسف -ولكن قل لي يا (فارس) ما ذنب هذا الشعب ،وهذا الون باعمالك هذه ؟!(ما هكذا يا سعد تورد الابل)؟! وقطع حديثنا بالدوريات ،وطاىرات الهيلوكوبتر التي تسحق كل شيء ؛لكن عيني ؛كانت تنظر بحنو الى العش ؛وكان  قلبي يتوقع شيىا دخل بستاننا بعضهم مدعمين بالسيارات العسكرية مع جرافتين ؛اعرف بعضهم ؛كانوا ممن حاربونا سابقا ؛فقلت يا سبحان اللة ؛هذه صورة لفعل المخاتلة التي يمارسونها ؛وهي مكشوفة لدينا وبينما كنت مدهوشا ؛اذا بجرافة جاءت ؛تريد نخلة ابي وما ان اقتلعوا نخلة واحدة من العش حتى فوجىنابزوجي قادمة ،تصرخ ملوحة بيديها : -اللة واكبر !!!اخرجوا من ارضنا واتركوا نخلنا ،افي كل يوم ،وبمختلف الحجج يسرقنا لصوص ، ونكون الضحايا ؟!؛