23 ديسمبر، 2024 2:41 ص

يوما بعد يوم تزداد عزلة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وهي عزلة تتخذ أشکالا وأنماطا متباينة، فداخليا وکما يعترف الرئيس روحاني بنفسه، لم يعد الشعب يثق بالنظام، والاحتجاجات العارمة مستمرة ضده، وإقليميا يتصاعد مد الرفض والکراهية لدور هذا النظام من الشارعين الشعبي والرسمي على حد سواء، أما دوليا فإن الامر يبدو واضحا جدا بعد الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات على هذا النظام صارت تتخذ أبعادا أقوى عندما بدأت دول على مختلف الاصعدة تحدد علاقاتها وروابطها الاقتصادية والتجارية وحتى السياسية به إضافة الى إن بلدان الاتحاد الاوربي لايبدو إنها ستفعل شيئا له في مواجهة العقوبات الامريکية مالم يقدم تنازلات موجعة بحق.
تجاهل ترکيا دعوة النظام الايراني للمشاركة في القمة المقرر انعقادها نهاية الشهر الجاري في إسطنبول، لبحث آخر المستجدات بمحافظة إدلب والعملية السياسية وسبل تسهيل عودة اللاجئين السوريين. تعتبر خطوة سياسية إقليمية ـ دولية أخرى ولکن ملفتة للنظر على طريق تشديد العزلة على هذا النظام، وکما ترى أوساطا سياسية فإن هذا الاستبعاد لطهران يعكس توافقا بين القوى الفاعلة في سوريا، على تقليص أو إنهاء النفوذ الإيراني داخل سوريا. هذه القمة التي ستشارك فيها إلى جانب تركيا، كل من روسيا وألمانيا وفرنسا، تأتي قبل تنفيذ الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية على هذا النظام ويظهر بأنه قد صار هناك إتجاها إقليميا دوليا لأخذ مسافة من هذا النظام وهو ماسيتبلور کموقف إقليمي ودولي أکثر وضوحا خلال الاسابيع القادمة.
في خضم هذه العزلة المتزايدة لهذا النظام الذي لم يعد مرحبا به بل وحتى صار ثقيلا حضوره في أي إجتماع أو مٶتمر، لازال الوضع والموقف في العراق على ماهو عليه وکأن العراق يعيش في کوکب آخر ولاينتبه لما يجري لهذا النظام الآخذ في التداعي والتراجع وعلامات الضعف صارت واضحة أشد الوضوح عليه، بل إن الذي يثير السخرية أکثر من أي وقت مضى، هو إن النفوذ والدور الايراني في العراق آخذ في التعاظم ولايزال اللاعب الاقوى والاکبر على الساحة السياسية من دون أن تنتبه القوى والاطراف السياسية العراقية”الوجلة”منه بأنه من الممکن في أية لحظة سحب البساط من تحت أقدامه في المنطقة بما فيه العراق، وعندئذ فإن هناك فاتورة تنتظر الاطراف والجهات التي کانت تعمل مع هذا النظام الذي لانأتي بشئ جديد عندما نقول بأنه مشبوه.
هذا النظام الذي يقف على رأس برکان من الغضب الشعبي الايراني المتعاظم بسبب الاوضاع السيئة التي أوجدها في إيران، فإن إندلاع الانتفاضة الشعبية الکاسحة بوجهه بعد تفعيل الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية واردة جدا خصوصا وإن الشعب لايعتبر نفسه طرفا في المواجهة ضد أمريکا وإنما يعتبر الامر برمته مشکلة النظام، وقد تحمل الاسابيع القادمة المزيد من المفاجئات”الکئيبة” ليس لطهران وحدها وانما لمن يسير في طريقها أيضا!