بعد ان تقطعت اوتار الطائفية المقيتة وجلس الاصدقاء الالداء على طاولة واحدة لمناقشة اوضاع الوطن الذي انهكه الارهاب والفساد نتيجة لاختلافات المتسلطين فيما بينهم
وانبرى كل واحد منهم لتسويق نفسه وكانه هو المنقذ الوحيد للبلاد دون غيره وخلاصها مما حل بها من خراب ودمار
الا ان الشيء المؤكد والمنظور والمحسوس لدى الجميع ان هذا الانتقال هو انتقال شكلي ولا يمكن ان يصمد الا عدة شهور ثم تعود الاختلافات ويعود التخندق من جديد الى الساحة السياسية ويدعي كل طرف ان الاخر هو الذي كان سببا الفشل والتلكؤ في تقديم الخدمات واستتباب الامن
والتقدم الى الامام .
الوطنية لا تعني مجرد شعارات ترفع وخطابات رنانة في المناسبات العامة ان الوطنية تعني تقديم تنازلات من كل الاطراف وقد تكون تنازلات مؤلمة لتجاوز كل المشاكل من اجل العيش المشترك والسلم الاجتماعي واشعار كل العراقيين انهم من نفس الدرجة ومعيار التفضيل فيما بينهم هو الكفاءة والنزاهة كله في سبيل الوطن بل و لا بد من ايجاد منظومة قانونية تؤطر العلاقة بين ابناء الشعب وقادته السياسيين في الحقوق والواجبات عبر التشريعات التي يسنها مجلس النواب باعتباره ممثل الشعب الحقيقي ويعمل من اجل مصالحه .
ان من يريد ان يثبت للشعب وطنيته واخلاصه لوطنه عليه ان يدافع عن حقوق الشعب ويقدم انجازا ملموسا ويجسر الثقة بينه وبين المواطن (هذه الثقة التي اهتزت طوال 15 عام)
وعندها سيكون هو الاختيار الافضل والاول لدى الشعب
فهذه الساحة امامه ليقدم ما بجعبته ولنرى ماذا سيحدث غدا
وان غدا لناظره قريب .