23 ديسمبر، 2024 4:02 م

العر اق شعب متدين هل الترشيح والدعاية ألانتخابية تناسبه ؟

العر اق شعب متدين هل الترشيح والدعاية ألانتخابية تناسبه ؟

عندما نقول : العراق شعب متدين نعني الغالبية حتى لايأخذ على خاطره من يغرد خارج بوصلة الكون ؟
والشعب المتدين هو من  لايرضى أن بعضا من أهله بدون منازل   , فكيف أذا كان البعض ينام في ألاكواخ , وبيوت الصفيح , والبعض من هؤلاء من ينام على ألارصفة , وحديث النبي “ص” : ما للبيوت يحرم على المساجد ” ؟ فلماذا يتفاخر البعض ببناء المساجد ويترك الناس بدون مأوى ؟
والشعب المتدين هو الذي يؤمن بمقولة :” ما أمن من بات شبعان وجاره جائع ؟ فهل سأل البعض نفسه عن الولائم التي أقيمت للدعاية ألانتخابية وأين حصة الفقراء منها ؟
والشعب المتدين هو الذي لايسرف عندما ينفق , فكيف يبرر هذا ألانفاق على كل من :-
الافتات بأحجامها المختلفة وأسعارها المرتفعة
البوسترات بأنواعها
الرافعات والحاملات الحديدية وكلفها العالية قياسا بكثرتها
الكارتات وطريقة توزيعها التي أصبحت يلهو بها ألاطفال
البيانات , والخطابات المطبوعة وأثمانها معروف
الصور الشخصية وطريقة الوقوف على طريقة الهوليوديين وأصحاب ألآدول , والستار أكاديمي .
الخطابات المتلفزة .
البث المباشر لبعض ألاحتفالات .
وأذا غادرنا هذا اللون من الدعاية ألانتخابية , سيواجهنا لون أخر , لم يكن يوما مقبولا في المفهوم الديني , ذلك هو كل من :-
التشهير والتسقيط للآخر
المديح المفرط والمبالغ فيه .
أدعاء ميل أو تبني المرجعية لطرف دون طرف .
أستغلال عواطف ومشاعر البعض بالميول الطائفية .
ألاستئثار بعواطف الناس بعناوين السلطة وألاغراءات بمواعيد تدغدغ أحلام وأمال البعض بدون واقع صحيح .
والشعب المتدين هو الذي يتصف بمايلي :-
لايبذر ولايسرف والدعاية ألانتخابية كما رأيناها فيها الكثير من ألاسراف والتبذير ؟
لايكذب , وفي بعض الدعايات ألانتخابية الشيئ الكثير من الكذب
لايحسد ولا يكره , وفي الممارسات الدعائية شيئ من الحسد والكراهة واضحتين .
لايماري ولا يسوف , وفي الدعاية ألانتخابية شيئ من المماراة والتسويف .
لايحب الظهور وألاعجاب بالنفس , وفي الدعاية ألانتخابية شيئ كثير من حب الظهور وشيئ أكثر من ألاعجاب بالنفس , حتى ليصدق عليهم قول الشاعر :-
كل ينادي حزبه …. ياليت عمري مالصحيح ؟
وقبل ذلك قول القرأن الكريم ” كل حزب بما لديهم فرحون ”
هذا فيما يخص الدعاية ألانتخابية التي أعطى بعض الكتل لمرشحيه لكل واحد منهم “مليونين ” من الدنانير العراقية , ولنأخذ بغداد مثلا التي يبلغ عدد مرشحي كل قائمة ” مائة ” مضروبا في مليونين = 200 مليون دينار عراقي من غير بقية ألاكلاف , فأذا أضيفت لها باقي المحافظات بأستثناء المؤجلة يكون الرقم ” 200 في 12 في 250 = 600 مليار دينار عراقي تقريبا هو مجموع ما أنفق على الدعاية ألانتخابية من غير رسوم تسجيل كل كيان البالغ “25” مليون دينار عراقي غير الفردي , ولنا هنا أن نسأل من المسؤول عن أنفاق وهدر هذه المبالغ الطائلة والخيالية من المليارات , وبعض مدارسنا لازالت طينية , والبعض ألاخر يتناوب عليها ثلاث مدارس , ولازال الكثير من عوائلنا بدون منازل , ولازال أيتامنا بدون رعاية , ولا زال دخل الموظفين ولاسيما المتقاعدين دون مستوى غلاء المعيشة , ولازالت المرافق الخدمية تشكو قلة التمويل , ولازال الكثير من شوارعنا متربة أو متهالكة , ولازالت مستشفياتنا غير قادرة على أستيعاب مرضانا ؟
هل الشعب المتدين يرضى بمثل هذا الحال ؟
أما أذا تمعنا بنوعية المرشحين , فسنصاب بالدهشة والذهول عندما نراجع مارأينا من صور وأسماء , ومن طريقة التعبير ,وطريقة مخاطبة الجمهور أن المتتبع من أصحاب الولع بالدراسة والتحليل ولاسيما من له ألمام بعلم أشارات الجسد , لايحسد الشعب العراقي على أغلب المرشحين , بل أن الترشيح أصبح سوقا لشراء الذمم ,ونفقا واضح المعالم تأنف منه الشيم ؟
أن المرشحين عند الشعوب المتحضرة هم نخبة تعد على عدد محدود من المعروفين بالباع السياسي والحضور ألاجتماعي , ومن لديهم أنتاج فكري وبحث علمي , لاكل من سولت له نفسه وأعجبته صورته فأراد نشرها ووجد من ألاحزاب والكتل الحاضرة لتلقف كل من يقف على بابها ويكثر من الثناء عليها وهذا ماحصل ويحصل في كل دورة أنتخابية , فهل نحن سادرون على ما نحن فيه لانراجع ولا نصحح حتى أزدادت مصائبنا وكثرت أبتلاءاتنا , وظلت أموالنا تذهب هدرا , ومياهنا تمر بجانبنا سريعا الى البحر ,وتمورنا تمرض ولا تجد من يداويها شأنها شأن مرضانا الذين يبحثون عن مستشفيات تحتضنهم ولوفي الهند ؟
هل المتدينون من هذا الشعب سواء من كان مسؤولا لحزب أو رئيسا لكتلة يشعر فعلا براحة الضمير , ويطمئن لضجيج ألانتخابات ويفرح بنتائجها ولا يلومن نفسه على مافرط في جنب الله , ومافرط بحق هذا الشعب المتدين ومرة ثانية أغلبيته ؟ وهو  يرى هذا ألاسراف الذي لو أستعمل في محله لما بقي فقير في العراق , ولما بقيت بعض الفضائيات تتصيد بالماء العكر لتجعل من نفسها نصيرة الفقراء في بلد ميزانيته قادرة على محو بوصلة الفقر ,لذلك نريد عدلا أولا ثم بعد ذلك أهلا بالجود ,فالعدل هو الذي يجعل ألامور في نصابها , والجود يخرجها من أماكنها , تذكروا ليس من العدل أن يصرف أكثر من “600 ” مليار دينار على الدعاية ألانتخابية , وبعد هذا لايحق لآحد من الذين أصبحوا من أصحاب المليارات أن يفتخروا بشيئ هذه حقيقته ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]