22 ديسمبر، 2024 10:07 م

الأقلام التي تكتب بالعربية تميل إلى إظهار ما هو سلبي وإحباطي عندما تتناول العروبة , فتجدها تتباكى وترثي وتوهم القارئ بأن العروبة تلفظ أنفاسها ومقتولة بالعرب.
وهذا إقتراب لا يتوافق مع الحقيقة , ومعطيات الواقع الذي يمثل العروبة ويعبّر عنها بقوة وصمود غير مسبوق , فكلما إشتدت المحن وتزايدت الضعوط يزداد العربي تمسكا بعروبته , ويعلي من شأنها ويكون فيها ويتحقق.
وواقعنا المعاصر أكثر عروبة مما كان عليه في القرن العشرين , فإذا إعتبرنا اللغة العربية من أهم عناصر العروبة , فأنها أكثر إزدهارا وتقدما وإنتشارا مما كانت عليه في القرن الماضي.
فالذين يكتبون بالعربية تزايد عددهم بتزايد أدوات التواصل والتفاعل المعاصرة , فتجدنا أمام عرب يكتبون بلغة واضحة سليمة , وما كانوا من قبل يكتبون بهذه الكثرة والزخم.
كما أن الخطابات التي يلقيها المسؤولون قد تحسنت , وصاروا حريصين على النطق السليم , والتعبير البليغ المستحسن الجذاب , بعد أن كانوا يرطنون وبالعربية يعبثون.
كما أن التواصل بين المجتمعات العربية قد تطور , وأصبح أسهل مما كان عليه سابقا , فالعربي يتفاعل مع العربي في الدول العربية , والتزاوج ما بين العرب من دول مختلفة قد تطور.
فالعرب يتزوجون من بعضهم , ولا يعنيهم من أي دولة أحدهم , وما كان ليحدث هذا إلا نادرا فيما مضى.
أي أن العرب يتمازجون , ومع توالي العقود سيكونون قوة موحدة , ومجتمع واحد لا تعنيه أنظمة الحكم , ولن تمنع تواصله الحدود.
فلماذا تبقى نكرر أن العروبة ليست بخير , ولماذا لا نرى الواقع ونقرأه بعيون الصدق , والإيمان بأن الأمة حية ولا بد لها أن تكون , ويتحقق ما فيها من الطاقات والقدرات الحضارية الرائدة.
نعم إن العروبة بخير , وعلى العرب الذين يكتبون بمداد السلبية , أن يعيدوا النظر فيما يرون ويتصورون , فكن أيها العربي قويا بعروبتك , وإنطلق بها إلى غدها المجيد!!