18 ديسمبر، 2024 10:43 م

العروبة صنعت داعش وقتلت علي والحسين واهانت الاسلام

العروبة صنعت داعش وقتلت علي والحسين واهانت الاسلام

كيف يمكن تعريف العلاقة ما بين العرب والكرد سؤالا لطالما كان يدور في ذهني فبرغم علمي بالاجابة كنت احاول ان اعطي مذاقا فلسفيا للسؤال عسى ان ارى اجابة له لكن اتضح لي ان الاجابة هي ذاتها لا يمكن استبدالها بأخرى …..
فمن خلال الاحداث التي حدثت في الماضي والتي تحدث الان والتي ستحدث مستقبلا وصلت الى اجابة للعلاقة ما بين العرب والكرد فالجواب هو ان هاتين القوميتين لن تصبحا يوما من الايام اخوة بل ستزداد الفجوة بينهما وستتسع بؤرة الخلافات بينهما …..
هنا يمكن القول ان ما بين هاتين القوميتين علاقة زمالة واذا ما وصلت الى اقصى الحدود فيمكن وصفهما بمفهوم شبه الصداقة ومن ناحية اخرى بين العرب والكرد علاقات انسانية خالية من دسم المشاعر والاحاسيس …..
لكن هنالك اختلافات تأريخية حضارية ثقافية تراثية سياسية اقتصادية ما بين العرب والكرد هذه الاختلافات تحولت الى نزاعات وحروب وكوراث مع مرور الوقت واذا ما نظرنا لتأريخ العراق السياسي سنرى ان القضايا العالقة الشائكة بين هاتين القوميتين لم تلد في جعبة البعث الفاسد فحسب بل كل الانظمة التي حكمت العراق كانت تستعمل اداة التعريب ضد الكرد بهدف تهميش قضية الشعب الكردي واذا ما رجعنا للتأريخ الاسلامي اعتقد لن نقرأ عن خليفة كردي حكم العرب المسلمين …..
في نهاية المطاف لا وجود للكرد في ارض يحكمه العرب وهذا يرجع لمفهوم العروبة الفاشي الذي لطلما استندت عليه الانظمة التي تلت حكم العراق بعد الاستعمار الانكليزي …..
فالعروبة تبقى طباعها نرجسية هكذا ولدت وهكذا ترعرعت وهكذا عقدت العزم كل طوائف العرب على محاربة الكرد منذ الازل …..
واذا لاحظ المتتبع للحدث السياسي في المنطقة العربية فسيجد ان الفكر الذي ولدت من احشاءه تنظيم داعش الارهابي يستند الى العروبة قبل الاسلام فما ان تحدث الكرد عن الاستقلال لكي يؤسسوا دولتهم وضعت كل الانظمة العربية مجتمعة بما فيها كل الاحزاب والتيارات التي تؤمن بالبعث كرسالة اممية فاسدة كل جهودها وطاقاتها لوضع حجر عثرة في طريق استقلال الكرد فداعش صنعه العرب وبمفهوم العروبة …..
فالعروبة عبر التأريخ كانت هي المحيط الهائج بنشر النعرات القومية والطائفية …..
واذا ما قرأنا التأريخ الاسلامي فسنجد ان الكثير من الاحداث الدموية حصلت بأمر مباشر من العروبة فمقتل علي بن ابي طالب وعثمان والحسين والمشاكل التي تلت وفاة النبي محمد (ص) كانت كلها تستند الى ذرائع وحجج وهمية لا وجود لها لكن السبب الاساسي كان السلطة فلقد حاول العرب ان يمزجوا ما بين العروبة والاسلام وهذا من الناحية الفلسفية والفكرية لا يصح الربط بينهما فالاسلام العظيم دين لا يستند في نهجه المفهوم القومي ولا يمت بصلة للعروبة بل هو دين وجد من اجل توعية الفكر الانساني واعادة هيكلية البشرية جمعاء من الكوارث والمأسي والجهل والتخلف وتحويل جوانبها السلبية الى ايجابية عن طريق بث مفاهيم السلام والاخاء والمحبة …..
فالعروبة اخذت منذ ولادتها منحى التخبط بمفاهيمها وكانت عقيدتها الاداة التي تخفي بها هزائمها فكم عربيا قتل على يد عربي في فترة ما بعد النبي ( ص) اذن اين كان الاسلام من كل هذا فلم يبقى لمفهومه من بعد وفاة النبي ( ص ) سوى الصوم والصلاة والحج كانت شعائر تثبت لباقي البشر ان العرب مسلمين لكي تبقى الواجهة الاسلام ومن خلف الكواليس كانت الويلات والحروب …..
الم يكن يعرف معاوية ان الحسين ابن علي وعلي ابن عم الرسول ومن اهل بيته الم يكن يعرف معاوية ان الحسين حفيد النبي ( ص) اذن كيف قتل الحسين هل كان الدافع هو الاسلام ام العروبة …..
انا اعتقد ان الاسلام بعيد عن هكذا قضية شائكة ومعقدة بل ان العروبة هي من خططت وهي من نفذت وقتلت الحسين
واليوم جموع الزحف المليوني يلطمون ويبكون على الحسين
الا يوجد مثقف او مفكر يقول لهؤلاء انتم من قتلتم الحسين
اليوم يبكون للحسين والبارحة ذبحوا الحسين واهانوا زينب بنت علي
اليوم العروبة تعترف بأخطائها لكن من يقول لهؤلاء الجموع الذين لا سادة لهم سوى اصحاب العمامات وملالي قم وطهران
الم يقتل العرب علي الم يقتلوا عثمان من كان السبب في فتنة السقيفة وما جرى فيها الم يكن العرب كانوا تيارات واحزاب لكل تيار زعيم ولكل حزب قائد
عمر بن الخطاب كان اقوى هؤلاء اذن حصة الاسد كانت من نصيبه
اذن ما فعله خالد بن الوليد والقعقاع وسعد بي ابي وقاص وابو عبيدة الجراح وحمزة عم الرسول  في عهد النبي ( ص) كان يدخل في صميم حماية دولة الاسلام في تلك الفترة بعيدا عن العروبة لكن بعد وفاة النبي ( ص ) انتشرت الفتنة وانقلبت الادوار فمن يقاتل يحمي دولة العروبة لكن بأسم الاسلام والاسلام اعظم وانبل من ان يلوث اسمه بالعروبة
لا اعلم قرأت كثيرا عن العروبة كمفهوم فكري وفلسفي لكنني لطالما شعرت بوجود اشياء ناقصة لطالما شعرت ان العروبة كمادة انشائية يمكن ان تكتب في مانشيتات الصحف لكن كمادة عقائدية لن تصل الى اهدافها وطموحاتها التوسعية النرجسية في فكر الاجيال القادمة فلقد باتت العروبة الان وما قبل الان فريسة لكل من هب ودب على سطح الكرة الارضية
هنا اود ان اقول ان العروبة شيء والاسلام شيء لكن كل الانظمة العربية تستند الى العروبة في طريقة حكمها للشعوب والضحية هو الاسلام الحنيف …..
لذا لن يكون العرب والكرد يوما ما اخوة واذا ما كان الكرد الان يحضنون العرب تحت سقف دولتهم المستقبلية فالقضية ليست سوى قضية رحمة وشفقة وعطف بعيدا عن طعنات العروبة الغادرة فالكردي انسان عاطفي بطبعه ورقيق الى ابعد الحدود ويملك ضعف حجم الكرة الارضية من دسم العاطفة والاخلاص والوفاء بينما العربي لا يملك من هذه الاشياء التي قلتها اعلاه سوى الغدر والخيانة وانعدام الضمير
واذا ما كنت اليوم اعامل العربي واجلس معه واتناقش معه واعطيه حق المواطنة بأن يكون جاري واعطيه حق الاقامة في مدينتي فالقضية هي انسانية بحتة لا تستند الى تأريخ العروبة فالعربي انسان مثلي اذن اعامله معاملة الانسان لأخيه الانسان نعم قد اتعاطف معه احزن معه ابكي معه اطرق بابه اسأل عن اخباره احمل طفلا عربيا على كتفي واعطيه قطعة شوكولاتة  اقف منتصب القامة امام امراة عربية مسنة تطلب مساعدتي واكلم الفتاة العربية بطريقة تجعلها تكون انثى لا مثيل لها …..
كل هذا يمكن فعله والدافع الانسانية لا غيرها لكن غير ذلك فهو ليس اخا لي ولن يكون ولن تربطني به صلات دم ورحم حتى لا يمتزج دمي مع دم العروبة …..
فمن قتل علي والحسين واهان قيمة الاسلام الرفيعة وصنع داعش لن يكون اخا لي
لذا لا مفر من الانقسام بين هاتين القوميتين العرب والكرد لا مفر من المواجهة بينهما الان او غدا او بعد مائة عام فلا اخ للكردي سوى الكردي ولا اخ للعربي سوى العربي …..