22 نوفمبر، 2024 11:33 م
Search
Close this search box.

العرس العشائري

يحمل شهادة دراسية عُليا حتى وإن كانت الشهادة الدراسية العليا ليست أداةً لنجاح إدارة الدولة إلا أنها تبقى مثل الريش الملون للطاووس يزيّن مظهره، وتأخذ مساحة في بداية إسمه، صديقي يحمل هذا اللقب (دكتور)، يدير اُسرته إدارة مميّزة، ويملك نظرة ثاقبة بشأن القضايا الوطنية و الإقليمية، وسرعان ما يجد الحلول الناجعة، مطّلع على أكثر من ثقافة، إن فُتح نقاشٌ في السياسة، شارك وأسكت الجميع، وكذلك في القضايا الاقتصادية والاجتماعية وحتى التكنولوجية، لكن المشكلة التي كان ولازال يعاني منها هي أنه لا يحب أن يتواصل مع حزب أو مسؤول، لا يحب أن يظهر في الإعلام، سألته ذات مرة: لماذا لا تترشح للبرلمان؟

أجابني جواباً شافياً ووافياً ومختصراً: علاقتي مع عشيرتي ليست جيدة!

تذكرته الآن، في هذا العرس العشائري بين الراقصات والمطبّلين، نعم يا صديقي إنّ مجلس النواب بالحقيقة هو مجلس العشائر، الإئتلافات والقوائم الانتخابية لا تبحث عن الكُفء بل تبحث عمّن تقف خلفه عشيرة (أصوات) فما حاجتهم للكُفء إذا كان ليس باستطاعته جمع الأصوات؟ بربّك ما هو الأهم؟ كفاءات أم أصوات؟ الأصابع أهم، خاصة تلك التي تعمل من دون إرادة، المسؤول يراهم عبارة عن سبابات بنفسجية كما يرى الذئب الخراف عبارة عن وجبات مشويّة طازجة، ماذا أفعل بالكفء؟ حتى يجادلني ثم ينشق عن كتلتي ليؤسس كتلة مستقلة؟ لا يا حبيبي، بل احتاج الى شخص صامت، غبي، أحتاج الى رفع يده في المجلس عندما أأمره، أحتاج الى انسحابه عندما أأمره، أحتاج الى إكمال النصاب اذا ما اقتضت المصلحة! أحتاج الى شخص عشائري إعتادَ أن يطأطئ برأسه سمعاً وطاعةً لشيخه!! أنا شيخه الآن!!

أحدث المقالات