منذ نهاية الحرب العالمية الأولى والعرب بلا سيادة حقيقية على دولهم الناشئة , وبلا حكومات وطنية خالصة صادقة , وإنما معظم الحكومات تابعة لقوى أجنبية أو تساندها تلك القوى , مما تسبب بتداعيات مريرة معاصرة.
فالدول العربية مكشوفة , وحكوماتها تنفذ أوامر الآخرين الطامعين بالأمة , فوصلت أوضاعها إلى ما هي عليه.
العرب وهم على مشارف الربع الثاني من القرن الحادي والعشرين , عليهم إعادة النظر بخارطة وجودهم , وتقييم قدراتهم على الحياة الحرة , بعد أن صار العربي يهجر بلاده للعيش في بلاد الإغتراب.
فالعرب لم يستفيدوا من ثرواتهم المتنامية خصوصا في الربع الأخير من القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين , بل بددوها في صراعات إتلافية وتفاعلات ضارة بجميعهم , حتى صارت ديارهم مزدحمة بالقواعد الأجنبية الحارسة لمصالحها , والمستخدمة للعرب وثرواتهم في إنجاز مشاريعها.
وما تمكن العرب من التعبير عن إرادتهم الحرة , خصوصا بعد أن ترجلت مصر عن قيادتها لهم , فقادتهم حالات متطرفة مغالية تحقق إستغلالها لتأمين المصالح الأجنبية , وتدمير الدول العربية والمسلمة , فثروات العرب أستثمرت ضدهم.
واليوم يراد للعرب أن يواجهوا مصيرهم لوحدهم , وعليهم بالعودة إلى تأسيس قيادتهم الرائدة , والعمل الجاد على توحيد الجهود وتوظيف الطاقات والقدرات , لبناء الحاضر الأقوى والمستقبل الأزهر.
ويبدو أن دور مصر القيادي قد حان , وعلى العرب أن يتكاتفوا ويلتفوا حول إرادتها الساعية نحو الإعتماد على النفس , وتفجير الطاقات الوطنية وتفعيلها لتأمين الإنجازات الحضارية الأصيلة الصاعدة.
فلن بنفع العرب غير العرب , وإن لم يستوعبوا هذه الحقيقة التفاعلية الواضحة المجربة , فأن المصير العربي ينحدر إلى الجحيم , وما أدراك ماهو في العقود القادمات من هذا القرن المسعور.
فهل سيتمكن العرب من شد أزر العرب؟!!