18 ديسمبر، 2024 7:50 م

العرب ونظرية المؤامرة….

العرب ونظرية المؤامرة….

مازالت نظرية المؤامرة تسيطر على افكار الشعوب العربية بسبب تفاهات حكامهم سواء كانوا من العصور الدكتاتورية القديمة ام من الانظمة الديمقراطية الحديثة.. ولكن ارض الواقع تنفي وجود هذه المؤامرات التي يصنعها رجال السلطة من اجل الحفاظ على كراسيهم اللعينة وابعاد شعوبهم عن كشف كل ممارساتهم الفاسدة هم وحاشيتهم ومن يستفاد من فسادهم….
ان مفهوم المؤامرة اصبح لعبة مكشوفة ولايمكن تمريرها على ابناء هذه الشعوب التي ابتلاها الله بحكام لا يفقهون من السياسة شيء ويتعاملون مع شعوبهم اثناء تواجدهم في الحكم وفقأ مبدأ سوط الجلاد وتكميم الافواه او ديمقراطية مزيفة يقوم من خلالها الحاكم بسرقة المال العام.. وفي كل الاحوال فان الشعوب هي من يدفع الثمن..
وما يضحك في يومنا هذا وبعد ما حصل من تغييرات على اغلب الانظمة الحاكمة في الوطن العربي واستلام السلطة من قبل اشخاص جاءوا خلف دبابة الاحتلال وكانوا من المؤيدين لهذه الفكرة توقعنا ان نعيش حياة بعيدة عن المؤامرات وحياكتها وننسى تلك المفاهيم التي لا يوجد في مضمونها مصداقية وان تبتعد شعوبنا عن الوقوع بالخطأ وتعليق اسبابه على وجود هذه المؤامرات.. فاليوم العراق اصبح بلد من هب ودب واغلب دول العالم تشترك بالمشورة باتخاذ اي قرار فيه سواء كان محلي خدمي او سيادي عالمي وان مفهوم المؤامرة اصبح بعيد جدا رغم ان اغلب الشعوب العربية وخاصة بعد ان ذاقوا الويلات من هؤلاء الشعوبيين يتمنون حدوث اي انقلاب عسكري اسوة بما حدث في مصر وقيادة الدولة وفق مبدأ القائد الواحد بالاشتراك مع حكومة خدمية وليس سياسية وبعيدا عن المحاصصة والطائفية وان يشرع دستور جديد يفصل الدين عن السياسة ويمنع حركة وانشطة كل الاحزاب الاسلامية التي اثبتت فشلها الذريع في الحكم..
ومع كل هذا مازال موجود من يتبجح من حكامنا الجدد في اغلب الدول العربية ويظهر لنا امام الاعلام ليقول ان بلادنا تتعرض لمؤامرة خطيرة وكبيرة جدا ناسيا ومتناسيا ان سرقاته وامواله الخاصة له ولعائلته مودعة في بنوك تلك الدول التي يدعي مؤامرتها عليه بأسماء وهمية ومستعارة واذا كانت هناك مؤامرة فهي واضحة كوضوح الشمس ولا يوجد غيرها انها مؤامرة رجال السلطة على شعوبهم وسرقتهم في وضح النهار وكل ما يحصل لهذه الشعوب وخاصة العراق من سياسات تخبطيه وتأخير في الاعمار والقضاء على قطاع التعليم والصحة وعدم السيطرة على الحدود البرية وانتشار الجهل والتخلف والمرض ومحاربة الصناعة الوطنية وانتشار علني للمخدرات والفساد الاجتماعي والاخلاقي وسرقة المال العام…
كل هذه الاعمال الدنيئة هي من الجرائم الكبرى واذا كانت هناك مؤامرة فعلا فتصرفات الحكام وسرقاتهم هي المؤامرة الكبرى ولانقبل نحن الشعوب العربية عامة والشعب العراقي خاصة ان نسمع هذه الكلمة من اي حاكم رأسه في المنطقة الخضراء بغداد وجذوره ممدودة الى دول اخرى… لقد انتهى عصر المؤامرات فمن يريد ان يخدم شعبه ويريد ان يقدم خدمات من اعمار وبناء مشاريع وتوفير الرفاهية والسعي لحصول ابناء الشعب على حياة حرة كريمة فان اي مؤامرة سوف يتعرض اليها سواء من الداخل او الخارج سيكون ابناء شعبه بكل طوائفه معه لإحباط تلك المؤامرة..
اللهم ابعدنا عن كل المؤامرات واحفظ البلاد والعباد من شرورها….