18 ديسمبر، 2024 9:16 م

العرب وملالي ايران

العرب وملالي ايران

في بداية الثمانينات سرى مصطلح (الملالي) الذي أطلقه حزب البعث على ايران لينتشر مثل النار في الهشيم في ذلك الوقت، وهذا المصطلح جعل العراقيون ينظرون الى الايرانيون نظرة استصغار بسبب هذا المصطلح الذي يعود حسب فهمي في اللهجة العراقية الى (الملايات) او الكوالات اللاتي يقرأن الفراكيات في مجالس العزاء، كتغطية عن حالة الفشل الذي يعيشه نظام صدام والخطوات العريضة التي تحققها ايران.
اما الْيَوْمَ فانتقل هذا المصطلح الى المحيط العربي المناويء لإيران وخاصة السعودية التي فشلت من اختراع مصطلح يستصغر ايران الا بالرجوع الى مصطلح الملالي.
المفارقة بالموضوع اننا كعراقيين وفِي بداية الحرب مع ايران ، استغرقنا في هذا المصطلح الذي كان يطلق باستمرار مع صور منتخبة يختارها تلفزيون صدام لاناس يلبسون اللباس الديني رخيص الثمن ويجلسون على الارض واخرين يهتفون ويقبلون الايادي، لكن لم نكن نعلم ان ايران ليس بهذا الشكل وان هذه الصور ما هي الا نظرة بعين واحدة وحجب عن ايران الحقيقية، حيث كنّا نائمين على أنغام تصورنا الذي نجح صدام بطبعه في اذهاننا بان ايران متخلفة، كانت هي تعمل وتعمل وتكبر وتكبر حتى تجاوزتنا وتجاوزت كل الدول العربية وتبني بلدا عظيما على كافة المستويات وبميزانية انفجارية تصل الى ٥٠٠ مليار دولار سنويا وتكون زعيمة قوية بالمنطقة تناطح اسرائيل وكذلك امريكا.
ان الدول العربية تسير في ركب صدام وينفس الخطأ ، ولَم تقدم شيء لشعوبها الا صورة (الملالي) المتخلفة الذين يتدخلون في شأن الشعوب العربية، في حين ان ايران تسير وتسير كدولة نووية قوية تتلاعب في ملفاة خطيرة تحلم الدول العربية التفكير بها.
نعم هؤلاء الملالي الذين صنعوا الصواريخ والطائرات والسيارات ، هؤلاء الملالي الذين تخشى كلا من امريكا وإسرائيل ان تصنع القنبلة النووية، لتكون في مصاف الدول التي تتمتع بحصانة نووية، تركتنا نحن العرب خلفها بمسافات طويلة جدا ، عاجزين عن صنع الابرة.
الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يصنف من الملالي ، رد على الدول العربية بمجرد صورة مختلفة تماما عن الصورة التي يصدرها الحكام العرب لشعوبهم، صورة يظهر فيها باللباس الرياضي وهو في قمة الاناقة والحيوية والنشاط والفرح بفوز فريق بلاده على المغرب في منافسات كأس العالم، وكأنه يرسل رسالة للعرب مفادها : أبقوا في جهلكم وتخلفكم، فهذه الصورة تعبر عن انتصارنا عليكم.
روحاني بصورة واحدة أوضح بان مصطلح الملالي ماهو الا اكذوبة لتخدير الشعوب العربية، وحجب لاعينهم عن الفشل والتخلف الذي نعيش فيه.
ايران هي نفسها من فضحت خيانة العرب فيما بينهم ومنعت سقوط العراق وسوريا في مستنقع الاٍرهاب العربي.