(( أن كل دول العالم تعتمد في سياستها مع أمريكا ونظامها ومدى تقاربها بحذر شديد ووفق معايير ومعطيات المرحلة كل حسب نوعه وما تفرزه المرحلة من مصلحة مرجوة لهذا التقارب ولهذه السياسة لذا نشاهد الدول تقترب وتبتعد تارة أخرى حسب تعامل السياسة الأمريكية اتجاه هذه الدول وكيفية الحصول على المكتسبات المتبادلة الأكثر أهمية وأن مسك العصا بطرف المصلحة العامة والجدوى الاقتصادية من هذا التعامل والطرف الآخر أبعاد شبح الأذى للكاوبوي الأمريكي أن من يراقب المشهد للساحة السياسية ونظامها الجديد تحت مظلة ترامب يرى أن بوصلته تتجه صوب السبل التي تؤدي إلى باحة المصالح الاقتصادية والمال وفق نظرته الاقتصادية والتجارية التي يتمتع بها بحيث يتجه إلى كل من يؤمن له إنعاش اقتصاده الذي يسير نحو الانهيار والمستويات المتدنية التي وصلت لها والخسائر المادية والسياسية التي فُرضت عليها من خلال التوترات والصراعات في مناطق الشرق الأوسط ( لبنان وسوريا وغزة ) وحرب أوكرانيا وروسيا وصراعها مع الصين والصراع على زعامة الاتحاد الأوربي بعد انفراط عقد الزواج السياسي بينه وبين سياسة ترامب الجديدة وتوجهاتها الخطيرة في حين أن أوربا تحاول لملمة شتاتها ومشاكلها وإعادة تنظيم أوراقها لحماية أنظمتها ومشاريعها في العالم والخروج من جلباب السياسة الأمريكية وخصوصا قيادة ترامب بعدما فقدت الثقة بقيادة أمريكا والتحالف معه حفاظا على مصالح شعوبها وابتزاز أنظمتها وحلفائها في العالم وخصوصا في الشرق الأوسط لهذا باتت مدركة أن الحكومة الأمريكية برئاسة ترامب وضعت عينها على الشرق الأوسط ودول الخليج لما يتمتع بها من مقومات اقتصادية وثروات تؤمن لها تمويل مشاريع الحكومة الأمريكية ولا ننسى أن الحكومة وجدت الأرض الخصبة في هذه الدول وأنظمتها التي فتحت ذراعيها ذليلة للحكومة الأمريكية خوفا تارة أو الحصول على حماية لنظامها الواهن والتي تعول على الحماية الأمريكية لن تدوم طويلا كون أنها ليس من أخلاقيات وقيم ومبادئ وأبجديات سياسة ترامب بعد ما شهدنا لها التخلي عن عملائها وحلفائها في أفغانستان وسوريا وأوكرانيا وقد يكون الاتجاه نحو العراق ودول الخليج مستقبلا لحلب ثرواتها . أن السياسة الأمريكية الحالية لا يأمنها الخبير المحنك بها وبمطابخها السياسية ومعرفة مصادر القرار فيها فالذي يعول عليها كالساعي إلى سراب من الماء في صحراء وجاهل ببحر السياسة الأمريكية .إلى متى تبقى الدول العربية تربط مصالحها الخاصة ومصالح شعوبها وسياستها بما تمليه عليها السياسة الأمريكية وما هذا الخنوع المستمر والخوف من الإملاءات الأمريكية على مقدرات هذه الدول ومتى تكون لها الكلمة العليا المؤثرة والمسموعة في الساحة الدولية ولدى الإدارة الأمريكية للمحافظة على مصالح شعوبها وثرواتها التي استنزفتها الحروب والصراعات الداخلية والحروب بالنيابة عن الدول الغربية التي تسعى في الحفاظ على مصالح شعوبها على حساب الشعوب العربية فأن النظام السياسي الأمريكي ليس له صديق ولا حليف ثابت فهو مرحلي تفرضه المصالح والأحداث العالمية وهذا ما يجب أن يعيه الساسة العرب الذين يربطون مصيرهم ومصير شعوبهم العربية بالإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس ترامب بالذات الذي يعرف كيف ومتى حلب شطر بقرة العرب الحلوب ومتى شاء وأين كونه عقلية اقتصادية بحتة يدور في فلك المال والاقتصاد حيث دار )