23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

العرب وتركيا وإيران وسلوك الخسران؟!!

العرب وتركيا وإيران وسلوك الخسران؟!!

المحاور الثلاثة في المنطقة ذات مصير واحد , شاءت أم أبت , توهمت أو تعنتت , تطرّفت أم إعتدلت , فلا خيار وراءها ولا أمامها إلا التفاعل الإيجابي الأخوي التجاوري , الضامن لمصالحها كافة , والصائن لمصيرها المشترك.

فما يصيب أي محور يؤثر بالآخَريْن سلبا أو إيجابا , فالجغرافية والتأريخ والثقافة ذات طبيعة واحدة , بجميع مفرداتها ومنطلقاتها وتطلعاتها.

ومهما يحصل أو يُراد له أن يحصل , فأن الحقيقة الدامغة أن أبناء المحاور الثلاثة يعيشون مع بعضهم منذ آلاف السنين , وكل ما حصل بينهم وكأنه مثل الذي يحصل ما بين أبناء العائلة الواحدة.

ولا يمكن مقارنة الصراعات التي جرت بينهم على مرّ العصور , بالتي حصلت في أوربا على مدى قرون ولا تزال.

وما يجري اليوم – ومنذ عقود – هو دفع شديد وضغط عنيد للإيقاع التدميري التخريبي بينهم , لإستنزاف الطاقات والثروات والقدرات الهائلة الكامنة في الأرض والإنسان والتأريخ.

فالمحاور الثلاثة تمثل أعظم الحضارات والإمبراطوريات التي سادت الأرض لآلاف السنين , وقادت المسيرة الإنسانية في رحلتها الطويلة نحو التقدم والرقي.

وفي فترات متتابعة تتحقق بينها تفاعلات هيمنة وسيطرة , وتنافسات للتحكم بالقوة والسلطة والحكم , لكنها في الزمن المعاصر عليها أن تغادر تلك الأساليب البالية , وتدرك بحسن وعيها وسديد حكمتها أن عليها السعي لتفاعلات المصير المشترك , والشروع بوضع الأسس والمنطلقات الصالحة لإقامة إتحاد حضاري بينها , لكي تعبّر عن جوهر قدراتها ودورها الراسخ في الأرض.

ولا يمكنها أن تتعادى وتتمادى بالغفلة والتورط بمسيرات إتلاف للقدرات الذاتية والموضوعية , فكل ما فيها يحثها على إصلاح ذات البين والإعتصام بحبل المودة والأخوة والجيرة , فمعظم

ماعندها مشتراك ومتفاعل مع بعضه لدرجة الإندماج الخلاق.

فلماذا تتجاهل قوتها المتلاحمة وهيبتها الحضارية , وتنهمك بتفاعلات سلبية ذات تأثيرات خسرانية , ولماذا تورط نفسها في مسارات تحقق أهداف الطامعين بها , والسعداء بصراعاتها وتمحّنها ببعضها؟

لا بد للجميع أن يستيقظ من التصورات الخاطئة , والضلالات والإنحرافات الفكرية والعقائدية البائدة , ويعبق من هواء العصر الفوّاح بالأفكار والتطلعات الجامعة , المُفاعلة لمفردات الإنسانية في بودقة صيرورة عوْلمية لا مَفر منها , ولكي تكون المجتمعات الثلاثة متماسكة عليها أن تذوب ببعضها لتصنع سبيكة وجودها الحضاري الأقوى والأبقى.

فلا طريق أمام العرب وتركيا وإيران إلا السير المتكاتف والعمل سوية ومعا , فهذا قرار الجغرافية والتأريخ والدين , والحضارة بمثلثها الذي يرتكز عليه عطاء آلاف السنين , وتلك حقيقة تستوجب الوعي واليقين!!

فهل من راشدٍ وعارفٍ بالمَعين؟!!