لعبة النووي معروفة أهدافها ومعروف أعضاء ناديها ومعروف من هم “المزكّون” ومن هم بحاجة لتزكية ومعروف من هم الأعضاء الّذين سيلتحقون بالعضويّة بين أعضاء هذا النادي المرعب.. ومعروفةٌ أيضًا النوايا الكامنة في تسهيل الغرب لإيران شؤونها النوويّة ومعروفة غاياتها وأهدافها ..ربّما روسيا تفهم أكثر من غيرها من دول في قضيّة “الدلال” الغربي للنووي الإيراني؟.. الخوف والرعب ما زالا مسيطرين على هواجس العربي منذ ألف باء قوى الطبيعة لما قبل التاريخ ولغاية “ضظغلًا” الدمار الشامل.. هل هي طبيعة العربي المستكينة هل هي الأدعية الّتي جعلت العربي لا يجد بديلًا لأزماته عنها رغم ما تحمل من تطبيع على التوسّل والاتّكاليّة تنعكسان سلبيًّا على طبائع الفرد وسلوكه ..أمّ كلثوم تغنّي: “ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا” هل المقصود غلابا باللفظة الشعبية المصريّة الاستكانة؟ إذ لو كانت تعني غلابًا “أسبقك قبل أن تسبقني” لوضح ذلك على سلوك الأنظمة العربيّة وسلوك الفرد العربي ولحُرّرت فلسطين قبل أن يولد التحرير ولكانت جيوش العرب اليوم على مشارف ميامي رغم ما تتركه الحروب و”الفتوحات” من إدانة فاضحة للسلوك البشري.. لأنّ جميع العرب عوضًا عن هذا وكأنّهم بانتظار شيء يأتيهم من السماء مستكينون إليه كحقيقة لا تقبل الشكّ لا يختلفون في “سعة بالهم” هذه عن الماشية وهي تساق إلى المذبح رغم أنّ الحيوانات على الأقل تسمع لها أصواتًا بين ثغاء وبين جعير “استنكار” في تجانس مع طبيعة العربي لا تختلف إطلاقًا ..مرّة من المرّات وعقب ثلاث سنوات من تحرير “هذا الشيء” الّذي كان العرب بانتظاره قرون طويلة, الكويت ,بعد أن “قشمرهم” الفرس بشخصيّته من ديانتهم “الخرّميّة” ,حططنا الرحال في ليبيا, وفي دائرة من دوائر التعليم كنّا على موعد مع صدور أمر “التعيين” صادف أن دارت “ملاطفات” بين موظف ليبي “ضيف” على موظف آخر في الغرفة الّتي كنّا جالسين فيها فسأل المضيف الضيف لاستفزازه قصد البوح ما في نفسه وكأنّه أراد إسماعنا ما نحبّ, سائلًا إيّاه: لماذا استعجلت وأطلقت على مولودك الجديد “صدّام” فأجابه زميله باللهجة الليبيّة الّتي كانت بالنسبة لنا حينها من الألغاز من مثل “گطّوس مگعمز بالروشة يشبح لوطة” كان الّذي فهمنا من لهجتهم فقط جملة ردّ فيها الضيف: “يعني اببالك هوّه كلّ يوم يُولد للعرب قايد؟ من 1400 سنة وتوّا وُلد للعرب قايد”! يعني تخطّى حتّى جمال عبد الناصر وراشدون الخ!..
في اعتقادي وفق هذا “العطب” في الحيويّة العربيّة العرب هم أكثر من يمجّد عظماءه لأنّ انتظار الأمل لديهم يطول كثيرًا عن جميع شعوب الأرض, ربّما لآثار الطبيعة الصحراويّة الرعويّة ..برأيي الخاص ووفق حروب الأعصاب الّتي يوصي بها علم النفس لمن تنقصه عوامل الردّ ,لو عزف العرب في وسائل إعلامهم مجرّد عزوف عن نشر أيّ خبر ياعلّق بالشأن النووي الإيراني منذ أن تمّ تدمير المفاعل العراقي بلحظات بدون دلال كالّذي حظيت به إيران عقدين صدّعت به رؤوس العالم ولغاية حصولها اليوم على ما تمنّت لكانوا ,انتصروا معنويًّا بل وسيشكّل لدى الخصوم ما سيفسّروه تعالي يضمر خطرًا على الغرب وسيمثّل لديهم سكونًا قاتلًا ,فالسكوت في مثل هذه الحالات قوّة يفهمها الخصم نوايا كامنة قد تنفجر بأيّة لحظة ,لكنّهم بعكس ذلك هرّجوا ومرجّوا وبكلّ ضجيج مُستفزَّون على طول الخطّ وبكلّ ما من شأنه يعبّر عن خوف ورعب فاضحين عمّقوا الاطمئنان لدى الخصوم في مباحثاتهم مع العدوّ اللدود للعرب إيران ..فهل تقصد أمّ كلثوم طيّب الله ثراها سرعة الإجهاز على الخصم “غِلابًا” هو استعداد الأنظمة العربيّة الانقضاض على بعضها البعض بما لا مانع لديها فيه إشراك الأجنبي في شؤونهم حتّى ولو كان التآمر المشاركة في تدمير مفاعل نظام عربي آخر أو احتلاله؟..