كان العرب سابقا اقوياء البنية ويمتلكون رجاجة العقل تصفهم الاقوام الاخرى بصفاتهم الثابتة مثل الإيمان والتمسك بالمبدأ والنزاهة والمصداقية في الوعد والأمل والتفاؤل بكل ايجابيات الحياة دون اي احباط وعدم أكل حقوق الغير والشجاعة والمبادرة والكرم والتسامح واللباقة في الخطاب والرقة مع من يحتاجها والحس السليم بكل ما يتعلق بالأمور الانسانية . وكذلك القوة وجلادة قلوبهم ورغم انهم كانوا يتجاوزون الكثير من الامور من باب الحياء فقط لا من ابواب اخرى لان قلوبهم كانت لا تعرف الخوف ابداً…
كانوا يعيشون في البراري اسوةً بوحوش البر فتجد احدهم قد صقلته الطبيعة وكانه اسدٌّ مقدام يتحدى الصعاب ولا يهاب المنايا…
كانوا لا يقيمون للدنيا اي وزن الا في حدود الامور المتيسرة لهم من الدنياويات وعلى قدر احتياجاتهم دون التفكير بالطمع والجشع والانانية لانهم يعتبرون هذه الصفات اشياء معيبة….
نشأوا وتعلموا من اسلافهم كل العادات والتقاليد وكان يعرف الفارس بينهم بمن يحمل معه كل هذه الصفات ويميزونه بها.. واستمروا معها وخاصة بعد دخولهم الاسلام الذي عزز من نظريتهم بالكثير من تقاليدهم الصحيحة وقاموا بحذف كل المفردات السيئة من قاموس حياتهم رغم انها كانت في مفهومهم الجاهلي جزء من حياتهم ولذلك تجد اغلب كبار القوم قد اخذتهم العزة بالإثم من باب الكبرياء فقط ولكن المفهوم الحقيقي هو موجود بداخل عقله وقلبه…
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم اين العرب من اسلافهم هؤلاء فاذا كانت مفهوم العروبة هي الاسم واللقب والقومية واللغة فقط وبدون صفات وراثية اخرى فان كل هؤلاء المفاهيم يستطيع اي شخص من القوميات والاقوام الاخرى تقليدهم بها…
لقد كنا خير امة اخرجت للناس فلماذا تلك الهاوية خلف الجوانب المادية فقط وترك المضمون والتعلق بالقشور الفارغة.. وهل يعقل للعربي الذي يحمل كل الصفات اعلاه ان يحتاج لغيره ويتعلم منه ام ان نزوات وشهوات الدنيا بأموالها وملذاتها قيد غيرت مجريات النفوس واصبحنا من قوم تتبعهم الاقوام الى قوم يتبعون غيرهم….
ان الصحوة العربية لايمكن اعادتها داخل النفوس مادام فينا النطيحة والمتردية ومن يحمل صفات غير صفات اسلافه العظماء… فنحن امة العلم ونحن امة الشجاعة وفي ارضنا كل خيرات الارض وجميع من يسكن هذا العالم بحاجة الى الاستفادة من الثروات التي منحها الله لنا. وكل عوامل الطبيعة تؤهلنا لقيادة البشرية لولا ضعاف النفوس من الذين يدعون انهم قادة لشعوبهم وهم اضعف ما موجود بينهم…. لقد ابتليت هذه الامة بحثالات المجتمع والذين اصبحوا عبيدا للدينار ولشهواتهم العديدة..واصبحت مخاوفهم على كراسيهم اكبر من مخاوفهم على شعوبهم وسمعة واسم أمة العرب. هذه الامة التي وصفها المؤرخون المنصفون من كل بقاع الارض بانها امة العلياء والكبرياء…امة الامجاد والحضارات….
ان الطامة الكبرى انهم يدعون بانهم قادة لشعوبهم وهم عبيد للأجنبي وعميل وخائن لأسلافه الذين استطاعوا ان يبنون امجادهم على صهوات خيولهم….