23 ديسمبر، 2024 12:59 ص

العرب ، أمة تايهة يا أولاد الحلال

العرب ، أمة تايهة يا أولاد الحلال

المنطقة مقبلة على احداث مؤلمة و مهمة ، المنطقة على شفير الحرب ، المنطقة تشهد التقسيم و القادم مريب ، المنطقة تعانى من الخلافات العربية ، هذه بعض العناوين على لسان اهل السياسة و الاعلام فى المنطقة و هى على كل حال تلخص حالة من الارتباك السياسى تسود فى وجدان الشعوب و الساسة العرب ، هناك طبعا نظريات تبشرنا بخرائط تقسيم و مشاريع فوضى خلاقة و هناك كثير من النبوءات المستقرة القائلة باقتراب ساعة بداية الخلاص و خروج المسيح الامريكى الدجال من المنطقة العربية بعد أن عاث فى العراق فسادا و إفسادا و بعد أن فعل كل شيء قبيح و ذميم حتى يسقط نظام الرئيس السورى بشار الأسد المنطقة اليوم تعيش اوضاعا قاسية لا تحسد عليها و كل قيادات الصليبية العالمية مجتمعون و مجمعون على ضرورة التخلص من هذا الكائن العربى الذى يعيش فوق أرض تختزن فى صدرها ثلاثة ارباع المخزون العالمى من النفط و لذلك لاحظنا تكالب الرئيس الامريكى الجديد على التخطيط لإعادة استعمار الوطن العربى بأساليب جد مبتكرة من بينها أنه على جميع الدول الخليجية أن تدفع الاتاوة مقابل حماية عروشها الايلة للسقوط من طرف الفتوة الجديد السيد ترامب .

فتوة العالم المعلم ترامب لا يتحرك منفردا بل هناك منظومة كاملة تسعى للهيمنة على العرب بكل الطرق و من بين ادوات هذه المنظومة بعض رجال الاعلام و الثقافة العرب الذين امتهنوا احد اقدم المهن فى التاريخ و هى الخيانة و بيع الضمير ، من بين الممتهنين لهذه المهنة القذرة الصحفى الشهير صالح القلاب وزير الاعلام الاردنى السابق ، هذا الرجل معول هدام و قلم مشكوك فى نزاهته و شريك لكل هؤلاء الارهابيين الدمويين الذين دمروا سوريا و اليمن و العراق و لبنان و ليبيا و تونس ، لا يكتب السيد القلاب الا على ضرورة مواجهة ايران و ترك اسرائيل تعيش دون مشاكل و حتى ان خرج من الاردنيين من يتجاهر بكراهية اسرائيل او من يدعو الى التظاهر و رفض التطبيع فقلم الرجل مكلف بهتك عرضه و تبخيس دعوته و لم لا دعوته لمغادرة الاردن من باب ” الباب الذى يأتيك منه الريح اغلقه و استريح ” ، راجعوا كتابات الرجل لتجدوا أنفسكم أمام قلم التناقضات و قلم زرع الكراهية و السموم الفكرية ، السيد صالح القلاب يعلم علم اليقين ان دول الخليج تقف مع امريكا و اسرائيل و ان هذا الاصطفاف لا يمكن أن يكون لصالح القضية الفلسطينية بل أن هذا الاصطفاف هو الذى دعم المواقف الصهيونية الامريكية و مع ذلك يصر الرجل الحاحا على المشى عكس السير بالادعاء ان هذه الدول الخليجية هى قوام العمل العربى و احد دعائمه و ركائزه و لولاها لضاعت فلسطين .

لقد عملت اسرائيل منذ وجودها على ارض فلسطين المحتلة على اقامة شبكات متعددة من العملاء و المتعاونين العرب و ذلك بهدف منعهم من العمل لفائدة الدول العربية بمدها بمعلومات عن العدو و قد أنشأت لهذا الغرض مكتبا لجمع المعلومات حول هؤلاء المواطنين درجة عاشرة بغرض توفير أكثر ما يمكن من المعلومات حول العصافير النادرة التى يرى جهاز المخابرات الصهيونى قدرتها على خدمة اسرائيل و التعاون و التجسس لصالحه ، لقد استطاعت اسرائيل و كما جاء بكتاب ” عرب جيدون ” تجنيد شخصيات دينية مرموقة لمد الموساد بالمعلومات الثمينة و حين تتحدث وزير الخارجية الصهيونية السابقة و عميلة الموساد تسيبى ليفنى عن كونها قد نامت فى أحضان عديد القيادات و الزعماء العرب مقابل المعلومات فمن حق الجميع ان يتساءل الى اين نحن ذاهبون بهذه الامة و هل أنه من واجبنا اليوم أن نضرب بيد من حديد كل العملاء و نسعى بكل الجهود الممكنة على تحصين الجبهة الداخلية ، ” عرب صالحون ” هو عنوان كتاب اسرائيلى قديم يكشف بالأسماء و الادلة كل العملاء الذين باعوا القضية الفلسطينية ، ما بين سطور الكتاب حكايات قذرة و سطور استهزاء من العملاء و نوادر مبكية تروى عن تاريخ الصراع بين الاستعمار اليهودى و سكان فلسطين الاصليين ، كل هذه التفاصيل المرعبة التى كشفها الكاتب بعد ما يسمى ” بسنوات العدة ” حين فتح ارشيف الدولة الصهيونية للعموم تعطى صورة شبه مكتملة عن مجتمع تعايشت فيه الخيانة مع الفكر الاستعمارى لتلد حكايات الهبوط الانسانى و تعطى صورة قبيحة عن مجتمع صهيونى مورست فيه كل انواع اللواط السياسى و الشذوذ الوحدانى و ما تتطلبه السياسة الاستعمارية من تنازلات الضمير و ضمور الفكر العربى .

قبل فترة قليلة قال مسئول فلسطيني كبير إن الثقة بدأت تقل بجهات عربية تقوم بدور الضغط على الفلسطينيين والوقوف الى جانب اسرائيل و واشنطن بدلا من مؤازرة الشعب الفلسطيني! ونحن نرى ونطالب ونحثّ القيادة الفلسطينية على تسمية أولئك بأسمائهم لأن كشف هذه الحقائق هو حق أساس للشعب بمعرفة خصومه وما يدور في الخفاء والعلن أحيانًا ضد حقوقه ، لكن لو تركنا التواكل و بحثنا عن اسماء هذه الجهات لوجدنا السعودية على رأس القائمة بل لوجدنا أن الاغلبية الساحقة من الدول العربية قد انخرطت فى لعبة التطبيع مع العدو و التضييق على السلطة الفلسطينية و حين نكتشف أنه ليس من مصلحة النظام السعودى أن تستقل فلسطين و أن تكون عاصمتها القدس فعلينا تقبل استهزاء البعض بهذا الطرح لكن الحقائق تقول ان الامر ثابت لان السعودية لا ترغب فى حج المؤمنين للقدس لو تحررت فهذا سيتسبب حتما فى تدنى عائدات الحج الى بيت الله ، ويبقى أن الذين خانوا فلسطين هم الذين شاركوا فى مؤامرة اغتيال قادة المقاومة والجهاد من الرمز ياسر عرفات الى فتحى الشقاقى ويحيى عياش حتى أحمد ياسين و الرنتيسى، ليخلو لهم المكان والأرض والزمان لتضييع حقوق الفلسطينيين وتضييع فلسطين والقدس والأقصى .. والآن .. الكثيرون فى فلسطين والدول العربية يقدمون القرابين بخيانة فلسطين ليرضى عنهم سيدهم فى البيت الأسود….